رم - إعداد: آرام المصري
تصوير : محمد حياصات
من قلب مدينة السلط حيث الأزقة الحجرية والبيوت المتعانقة وتحديدًا بداية شارع الميدان، كانت هناك صالة واحدة تُنير الظلمات وتفتح نوافذ الخيال حملت اسم “سينما نبيل”.
ورغم شُح المعلومات المتوفرة عند البحث عن أول دار سينما في مدينة السلط، إلا أن ما هو مؤكد أن "سينما السلط" والتي أسسها نبيل دعسان، بين أواخر الستينيات وحتى الثمانينيات، كانت وجهة خفية لمحبي الفن وسط عادات وتقاليد متشددة تجاه هذا النوع من الترفيه .
وفي تقرير أعدته "رم" ، عُدنا إلى هناك، إلى زمن كانت تُعرض فيه الأفلام العربية والهندية التي تخطف الأنفاس وسط ترقب خجول، واستعدنا مع أهالي المدينة زمنًا كانت فيه السينما رفاهية " مُحرمة".
ووفقًا لشهادات الأهالي، فلم تكن السينما في ذلك الوقت مجرد مكان لعرض الأفلام بل شكلت مساحة للتمرد لدى البعض، فلم يكن من السهل على شاب أن يشاهد فيلمًا دون أن يخفي ذلك عن أقرب الناس له ولم تخلُ الذكريات من مواقف محرجة تعرض لها البعض بعد اكتشاف أمرهم.
ورغم كل ذلك بقيت “سينما نبيل” آنذاك تنبض بالحياة، حيث يتسلل إليها بعض الشبان خفية، بقلوب مرتجفة ليعيشوا لحظات مختلفة تحملهم إلى أماكن أبعد من أسوار المدينة.
ومع مرور الوقت، انطفأ ضوء السينما فأُغلقت الأبواب وسُحبت الشاشات، إلا أن المكان بقي حيًا محفورًا في ذاكرة أهالي السلط يرددون حكاياته بابتسامة تعيدهم لأيام الصبا .
ولتفاصيل اخرى ،، شاهد الفيديو: