إلى دولة الرئيس ..


رم - في زمن بشر الخصاونة ، كنت أكتب في الأسبوع الواحد (5) مقالات ، كان يجاز لي أكثر من مقال ، في زمنك صار يجاز لي في الشهر الواحد (مقال) يتيم ...كل ما أكتبه يرمى في سلة القمامة ، تحت حجج أنا لا أفهمها ..
أنا الان عاجز عن الكتابة في الرأي ، وأهرب (للفيس بوك) أحيانا ، علما بأنني أقدم موظف فيها ، وأقدم كاتب ربما مازال على قيد الحياة فيها...
دولة الرئيس :
أنا لا أنتمي لمشروع خارجي ، ولم يسجل بحقي ولو همسا إشارة سلبية اتجاه الوطن والنظام ، ومن يريدون تحديد الوعي لدينا هم أصلا لايمتلكون ربع من نملك ، ومن يقصفوننا باسم حكومتك وباسم الوطنية الزائفة التي يمتلكونها ، هم قصدا يقومون بالإساءة لزمنك ولنهجك ، أنا أعرفك وجلست معك مطولا ..وأدري أنك لست بالرئيس الذي يؤمن بالشللية ولا بالزبائنية ، ولا بكتاب المقالات (الديلفري) ...
الرأي صحيفة وطن وصحيفة بلد ، وصحيفة بنيت على الحب والوعي ، الرأي لم تكن في هذا البؤس ، لكنهم يريدون أن تكون المؤسسات في زمنك بائسة ...لقد تكرر معي ذات الموقف في عهد حكومة عبدالله النسور ، وتوج هذا الحصار بأن قامت حكومته ، بإيقافي في سجن ماركا ، على خلفية (بوست) نشر على الفيس بوك ..كنت يومها أراقب استطلاع رأي حصلت فيه على المرتبة الأولى ككاتب يعتبر الأكثر شعبية في الأردن ، لكن وزير إعلامه الذي يمارس اليوم ذات الأساليب بذات الأدوات وذات النهج ، ربما لم يرق له الأمر .
دولة الرئيس :
أن الذين يتحدثون عن الوعي والحريات ، وينصبون في أماكن رسمية كأوصياء على حروفنا ونبضنا وحبنا للوطن ، تستطيع أن تعود إلى (مصطفى الطباع) واستطلاعاته حول الكتاب في الأردن ، كي تعرف حجم شعبيتهم ..وكم وصلوا لدرجات من الإنهيار ، إن الوطنية الأردنية لم تكن تعني يوما شتم دولة هنا أو تنظيم هناك ، وأن الوطنية الأردنية المغلفة بالوعي لم تكن تعني يوما ...توظيف قلم للحصول على مكسب أو كرسي أو مغنم طاريء .
دولة رئيس الوزراء :
إذا صدر مني ما يمس ولو شجرة زيتون في هذا البلد ، فأنا مستعد للتوقف عن الكتابة ، وأنا مستعد لأن أحاكم ، وأن أطرد وأن أدفع أي ضريبة ، ولكن أن أبقى هكذا على خطوط القلق أسير ، فلا أظن أن هذا يليق بي ...وأنت تدري أن أكثر ما يمس الكاتب ، هو أن تلقى مقالاته في سلة قمامة ....
وللأسف من يريدون تعليمنا مباديء الوطنية هم ذاتهم لايعرفون منها شيئا ، ومن يريدون تعليمنا ..كيفية الدخول من باب الحب لهذا الوطن ، هم ذاتهم لايملكون مفاتيح البوابات ...
ما نأخذه من الرأي هو الفتات ، وأنا أقل كاتب أجرا في هذه الصحيفة ، والكل يعرف ذلك من مؤسسة الضمان إلى المؤسسات الأخرى ، ولا أريد الشكوى فالله هو من يقسم الرزق وليس البشر ...ولكن أن نصل لمرحلة ، يمارس فيها هذا التهميش المبرمج ، وهذا العداء وهذا الكم من الإقصاء ..فتلك قصة تحتاج لمراجعة مع وزير إعلامك ، الذي يحب الهمس في الأذن أكثر من التصريح المباشر ...
حماك الله سيدي
واسلم لأخيك .
عبدالهادي راجي



عدد المشاهدات : (10315)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :