ماكرون وبوتين بحثا ملفي أوكرانيا وإيران في أول اتصال بينهما منذ 2022


رم - أجرى إيمانويل ماكرون وفلاديمير بوتين الثلاثاء مباحثات هاتفية هي الأولى بينهما منذ العام 2022، وحضّ خلالها الرئيس الفرنسي نظيره الروسي على وقف إطلاق النار في أوكرانيا، بينما حمّل الأخير الغرب مسؤولية النزاع.

وأتت المكالمة بعد التوصّل في الأسبوع الماضي إلى وقف لإطلاق النار في حرب استمرت 12 يوما بين إسرائيل وإيران، وقد اقترح ماكرون تنسيق الجهود بين باريس وموسكو لاحتواء التوترات.

في الأثناء تتواصل المعارك في أوكرانيا وتراوح جهود وقف إطلاق النار بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022.

الثلاثاء، ضربت مسيّرات أوكرانية مصنعا للأسلحة في مدينة إيجيفسك الروسية في هجوم أوقع "ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى"، على ما أفادت السلطات المحلية في المنطقة الواقعة على مسافة نحو ألف كلم من الحدود.

ووفق الرئاسة الفرنسية، استمرت المكالمة بين ماكرون وبوتين أكثر من ساعتين واتفق خلالها الرئيسان على "مواصلة الاتصالات" بشأن أوكرانيا وإيران.

وشدّد ماكرون على "دعم فرنسا الثابت لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها" و"دعا إلى إقرار في أقرب مهلة ممكنة وقف لإطلاق النار وإطلاق مفاوضات بين أوكرانيا وروسيا للتوصّل إلى تسوية دائمة ومتينة للنزاع"، بحسب الإليزيه.

وأشار الكرملين في بيان إلى أن بوتين "ذكّر (ماكرون) بأنّ النزاع الأوكراني هو نتيجة مباشرة لسياسة الدول الغربية"، معتبرا أن الدول الغربية "تجاهلت لفترة طويلة مصالح روسيا الأمنية" و"أوجدت موطئ قدم معاديا لروسيا في أوكرانيا".

وأبلغ بوتين ماكرون، وفق الكرملين، بأن أي اتفاق سلام يجب أن يكون "شاملا وطويل الأمد، وأن يلحظ القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية، وأن يستند إلى حقائق ميدانية جديدة".

وبحسب الإليزيه فقد أخطر الرئيس الفرنسي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعزمه على الاتصال بسيّد الكرملين، مشيرة إلى أنّ ماكرون عاد واتّصل هاتفيا بزيلينسكي بعد مكالمته مع بوتين.

- "تنسيق" بشأن إيران -

وفي ملف إيران، قرّر الرئيسان "تنسيق الجهود والتواصل قريبا لمتابعة هذه المسألة على نحو مشترك"، وفق الاليزيه.

وكان ماكرون حضّ إيران على خفض منسوب التوتر بالتوقف عن تخصيب اليورانيوم في إطار برنامجها النووي.

وروسيا على غرار فرنسا عضو دائم في مجلس الأمن الدولي. وتقيم موسكو علاقات ودّية مع القيادة الإيرانية وهي تحضّ منذ زمن على إيجاد حل دبلوماسي للخلاف القائم حول برنامج إيران النووي.

وأبدى ماكرون وفق الرئاسة الفرنسية "تصميمه على السعي لحل دبلوماسي من شأنه أن يتيح تسوية دائمة وملزمة للملف النووي ولمسألة صواريخ إيران ودورها في المنطقة".

من جهته، شدّد بوتين وفق الكرملين على "حق" طهران في برنامج نووي "مدني".

واتفق الرئيسان على أن النزاع بشأن البرنامج النووي الإيراني وغيره من النزاعات في الشرق الأوسط يجب أن يُحلّ "حصريا" بالوسائل الدبلوماسية.

وفق الإليزيه شدّد ماكرون على "الضرورة الملحّة" لامتثال إيران لالتزاماتها بموجب معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية "خصوصا عبر التعاون بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي يجب تمكين مفتشيها من استئناف عملهم دون تأخير".

وحاول الرئيس الفرنسي في سلسلة اتصالات هاتفية أجراها في العام 2022 تحذير بوتين من غزو أوكرانيا وزار موسكو في مطلع ذاك العام.

بعد بدء الغزو أبقى ماكرون التواصل الهاتفي قائما مع بوتين إلى أن توقفت المحادثات بعد اتصال أخير بينهما جرى في أيلول/سبتمبر 2022.

في العام الماضي شدّد ماكرون لهجته حيال روسيا معتبرا أن نهجها التوسعي يشكل خطرا على أوروبا بأكملها.

ولم يستبعد الرئيس الفرنسي نشر قوات في أوكرانيا.

في نيسان/أبريل 2024، أجرى وزير الدفاع الروسي حينها سيرغي شويغو ووزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو محادثات تمحورت حول الأمن قبيل انطلاق الألعاب الأولمبية في باريس، في آخر اتصال رسمي رفيع المستوى بين البلدين.

- جهود سلام متعثّرة -

وأتى الاتصال بين ماكرون وبوتين في وقت ما زالت الجهود الدبلوماسية متعثّرة منذ أسابيع.

بعد جهود بذلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإيجاد حلّ، عقدت موسكو وكييف محادثات مباشرة قبل نحو شهر في اسطنبول، لكن موسكو مذاك الحين شدّدت ضرباتها العنيفة في أوكرانيا.

ودمّر الجيش الروسي أجزاء من شرق أوكرانيا وجنوبها واستولى على مساحات شاسعة من الأراضي.

وخلص تحليل لوكالة فرانس برس الثلاثاء إلى أن روسيا عزّزت هجماتها الجوية في حزيران/يونيو إذ أطلقت آلاف المسيّرات للضغط على أنظمة الدفاع الجوي.

وفي الشهر ذاته، حقّقت موسكو أكبر مكاسب ميدانية منذ تشرين الثاني/نوفمبر، وسرّعت تقدّمها للشهر الثالث على التوالي، بحسب تحليل فرانس برس لبيانات من المعهد الأميركي لدراسات الحرب.



عدد المشاهدات : (5337)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :