مناقشة رواية «عادوا .. ولم يعودوا بعد» لموسى سمحان الشيخ في شومان


رم -


استضافت مكتبة عبد الحميد شومان، مساء السبت 28 حزيران 2025، الجلسة الثلاثين من مبادرة «نون للكتاب»، التي خُصصت لمناقشة رواية «عادوا.. ولم يعودوا بعد» للروائي المحامي موسى سمحان الشيخ، بحضور نخبة من الكُتّاب والنقّاد والمهتمين بالشأن الثقافي.


افتتحت الجلسة الناقدة منال العبادي، مقدِّمة المشاركين، وممهِّدة الطريق أمام الروائي والناقد جهاد الرنتيسي الذي قدّم قراءة نقدية معمّقة للرواية. وتخللت الجلسة فواصل شعرية شفافة ألقاها الشاعر نضال برقان، بينما أدار الحوار الكاتب والناقد أسيد الحوتري.

وفي مداخلته، أشار الرنتيسي إلى أن الرواية تنقل جوانب من التجربة الفلسطينية في بيروت، بكل ما لها وما عليها، مؤكدا أن السرد بدأ بأسلوب صحفي موضوعي، قبل أن يقع تدريجيًا في إغراءات الإنشاء. ولفت إلى أن الرواية تقدم نقدا ذاتيا جريئا للتجربة الفلسطينية في لبنان، غير أن بعض الأحداث التاريخية الواردة فيها لم تكن دقيقة على نحو كافٍ.
شهدت الجلسة نقاشا ثريا انطلق من ثلاثة محاور رئيسية:
المحور الأول: البُعد النفسي في الرواية
رغم الطابع الوطني والتاريخي الذي يطغى على الرواية، إلا أن الحضور أجمعوا على أنها تحمل ملامح الرواية النفسية. ويعود ذلك إلى توظيف تقنيات سردية مثل: الحوارات الداخلية (المونولوج)، وتيار الوعي، والتداعي الحر، إضافة إلى الوصف العاطفي المكثّف، وتجليات الزمن النفسي الذاتي.
المحور الثاني: مقولات الرواية ومفاتيح تجاوز المآزق
ناقش الحضور أبرز الأفكار التي طرحتها الرواية لتجاوز أزمات الحياة بشكل عام، والمأزق الفلسطيني بشكل خاص، ومنها: أهمية وجود بيت وعائلة ووطن يحتضن المواطن، والتناسي بوصفه «قاعدة ذهبية» للنجاة، إضافة إلى الصبر والصمود، والتمسك بالحب رغم كونه مأزقًا في أحيان كثيرة.
المحور الثالث: تحديات العمل الفدائي في الثمانينيات
سلط المشاركون الضوء على أبرز الصعوبات التي واجهت العمل الفدائي الفلسطيني في تلك الحقبة بحسب ما ذكرته الرواية، ومنها: غياب الأرض الوطنية الحاضنة، والاختراق الأمني، والانقسامات الفصائلية، والقبضة الأمنية في الداخل الفلسطيني، إلى جانب التآمر الدولي، والضغوط النفسية، والصراعات الداخلية، والصعوبات اللوجستية في نقل السلاح وتنفيذ العمليات. وفي ختام اللقاء، عبّر القائمون على مبادرة «نون للكتاب» عن شكرهم العميق للمشاركين والحضور، ولمكتبة عبد الحميد شومان على استضافتها الدائمة لمثل هذه الفعاليات، مؤكدين على الدور الثقافي والوطني الذي تنهض به المكتبة في تعزيز الفعل القرائي والنقدي، وترسيخ مكانة الأدب كنافذة لفهم الذات والآخر.

 

 

 

 





عدد المشاهدات : (4236)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :