رم - يبدو أن زهران ممداني، الاشتراكي الديمقراطي، البالغ من العمر 33 عامًا، قد تجاوز العقبة الأولى في طريقه ليصبح أول عمدة مسلم لمدينة أمريكية، معلنًا فوزه في الانتخابات التمهيدية مساء الثلاثاء، رغم أن معرفة النتيجة النهائية قد تستغرق أيامًا.
وفي مفاجأة مذهلة، أقرّ أندرو كومو، الذي كان المرشح الأوفر حظًّا حتى الأسابيع الأخيرة، بهزيمته في السباق، بعد أن اتضح أن زهران ممداني قد حقق تقدمًا كبيرًا على الحاكم السابق الأكثر خبرة، بحسب تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
وفي خطاب ألقاه أمام أنصاره، قال ممداني: "الليلة، صنعنا التاريخ"، مضيفًا "سأكون مرشحكم الديمقراطي لمنصب عمدة نيويورك"، وهي أكبر مدينة أمريكية من حيث عدد السكان.
وحصد زهران ممداني قاعدة جماهيرية ضخمة على وسائل التواصل الاجتماعي، جاذبًا أعدادًا كبيرة من الناخبين الشباب، من خلال دفاعه عن سياسات اليسار.
ومن غير المتوقع الإعلان عن النتائج النهائية قبل الأسبوع المقبل، إذ سيتعين على المدينة الآن إعادة توزيع أصوات المرشحين المتأخرين حتى يتجاوز أحد المرشحين عتبة الخمسين في المائة ويُعلَن فائزًا.
ويعكس السباق الصراع الأيديولوجي الأكبر الذي يتكشف في الحزب الديمقراطي بين الليبراليين والوسطيين بعد هزيمة الرئيس دونالد ترامب لكامالا هاريس في عام 2024 والأداء الأفضل من المتوقع لمرشحي الحزب الجمهوري الآخرين في جميع أنحاء البلاد.
كما سيُمثل صعود ممداني المذهل صفعة قوية للمؤسسة الديمقراطية، وسيمنح الأمل للتقدميين الآخرين الذين يأملون في الترشح في الانتخابات في جميع أنحاء البلاد.
شخصية فريدة
وُلد ممداني في أوغندا وانتقل إلى نيويورك في سن السابعة، وحصل على الجنسية الأمريكية عام 2018. عمل مستشارًا إسكانيًّا في مجال منع حبس الرهن العقاري في كوينز، وهو برنامج يركز على مساعدة أصحاب المنازل ذوي الدخل المحدود من غير البيض، وهو دور قال إنه ألهمه لدخول المعترك السياسي.
انتُخب عام 2020 لعضوية مجلس ولاية كوينز، وهو يمثل أحياء تشمل أستوريا، وديتمارس-ستاينواي، وأستوريا هايتس.
كان ناشطًا سياسيًّا أثناء دراسته في كلية بودوين، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الدراسات الأفريقية، وشارك في تأسيس فرع "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" في الكلية.
أجندة ليبرالية
وفق تقرير لـ "واشنطن بوست" يتبنى ممداني، أجندة تُركز على خفض التكاليف التي يصفها بأنها "تسحق الطبقة العاملة"، إذ دعا إلى تجميد تكاليف الإيجار للمستأجرين المستقرين، وجعل استخدام حافلات المدينة مجانيًّا، وتوفير رعاية أطفال عامة للأطفال دون سن السادسة، وإنشاء متاجر بقالة مملوكة للمدينة فيها البيع والشراء بأسعار الجملة.
كما طالب برفع الحد الأدنى للأجور إلى 30 دولارًا في الساعة بحلول عام 2030، ويقول إنه سيمول خططه برفع معدل ضريبة الشركات إلى 11.5%، وفرض ضريبة ثابتة بنسبة 2% على سكان نيويورك الذين يكسبون أكثر من مليون دولار سنويًّا.
يعود الفضل في صعود ممداني المفاجئ جزئيًّا إلى حملة شرسة على وسائل التواصل الاجتماعي، أتاحت له الوصول إلى العديد من الناخبين في جميع أنحاء المدينة ممن لم يكونوا مهتمين بالسياسة.
وقد شرح أفكاره في مقاطع فيديو قصيرة انتشرت على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، وانتقد بشدة تأثير المال الوفير في السياسة، مسلطًا الضوء على كيفية تمويله لحملته من خلال متبرعين صغار.
انتقاد إسرائيل
كان ممداني من أشد منتقدي الهجمات الإسرائيلية على غزة، كما أثار جدلًا برفضه إدانة شعار "عولمة الانتفاضة" خلال بودكاست مع تيم ميلر من برنامج "ذا بولوارك"، إذ يرى بعض اليهود أن هذه العبارة بمثابة صرخة حشد للعنف ضدهم، بينما يراها كثير من الفلسطينيين احتضانًا لنضالهم من أجل وطنهم.
وعندما سُئل عمَّ إذا كانت هذه العبارة تُشعره بعدم الارتياح؟، قال إنها تُعبّر عن "رغبة مُلحة في المساواة والحقوق المتساوية في الدفاع عن حقوق الإنسان الفلسطيني".