حسين جداونه
قمع
قرّر أن يتخلص منهم جميعًا..
استدعاهم على عجل..
شكرهم.. ثمّ أخبرهم برغبته..
نظروا في وجوه بعضهم بعضًا..
التفّوا حوله.. قيّدوا يديه ورجليه.. كمّموا فمه..
ثم ألقوه في غيابة قبو مظلم...
***
انتظار
توقّفت كلّ القطارات ثم انطلقت..
ظلّ واقفًا هناك، بجانب حقيبته..
يراقبها بلا مبالاة...
***
بياض
تجرّد من ملابسه..
آوى إلى فراشه..
أطفأ الأضواء..
ظلّ لساعات يحدّق في أثاث الغرفة..
تماهى في الشمّاعة...
***
إمّحاء
توقّف وسط الزحام..
خلع جميع ثيابه..
استأنف سيره عاريًا...
***
وعي
صار محط أنظار الجميع..
حركاته.. سكناته.. تحت الأضواء..
وقف على قدميه.. دار حول نفسه.. دار.. دار..
ثم سقط...
***
تفرّد
شعر بالاختناق..
فرّ إلى الخلاء..
تناوشته المخالب من كل جانب...
***
روابط
أحاطوا به من كل الجهات..
عكف على كتابة تقريره اليومي..
قلب نظره في وجوههم..
احتفظ به لنفسه...
***
حجاب
بنى بيتًا زجاجيًّا..
توارى فيه عن العالم..
***
فجوة
راقب ما حوله بحذر..
استغل غفوة بعضهم..
اختلس ذاته من ذاته..
***
انسحاب
رنّت ساعة المنبه..
انفتح باب الحمام.. تدفق الماء من الصنبور.. عادت المنشفة إلى موضعها.. خرجت السيارة من الكراج.. سارت في طرقات مزدحمة.. تلقت مخالفة.. انتهى الدوام.. أعاقت جنازة الحركة.. دار المفتاح في قفل باب الشقة.. مرّت الصواريخ من فوق العمارة.. امتلأت المنفضة بأعقاب السجائر.. عند منتصف الليل، ساد سكون أرجاء الشقة..
رنّت ساعة المنبه...
***
كاتب أردني
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |