"عين على القدس "يناقش استغلال إسرائيل حرب غزة و إيران بتعطيل حياة المقدسيين


رم - -ناقش برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، استغلال الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة وإيران في تعطيل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والدينية في مدينة القدس، بهدف تهويدها وإفراغها من الفلسطينيين.
وقال تقرير البرنامج المعد في القدس إن القدس تحولت إلى "مدينة أشباح" منذ بدء الاحتلال حربه على إيران، بعد أن أحكمت سلطات الاحتلال الإسرائيلية إغلاقها للبلدة القديمة (قلب مدينة القدس) ومنعت أي شخص من الدخول إليها باستثناء سكانها، وفرضت عليهم إثبات ذلك باستخدام الهوية الشخصية،وأصبح الوضع في البلدة القديمة مختلفا عن باقي المناطق، وتمثل ب"حصار صعب جدا وأصبح المقدسي يدخل إلى بيته وكأنه يدخل الى سجن، وتم منع فتح المتاجر إضافة لاستجواب دائم للمقدسيين في كل مكان" بحسب ما أفاد المقدسي، الحاج رزق رزق.
وأضاف التقرير أن هذا الإغلاق أصاب البلدة القديمة ب"الشلل التام"، بعد أن منعت الشرطة الإسرائيلية وبلدية الاحتلال أصحاب المحال من الوصول إلى محالهم التجارية، وهددتهم بدفع غرامات باهظة في حال فتحها.
وأشار التقرير إلى ان المناطق المحيطة بالبلدة القديمة كانت الحياة تسير فيها بشكل طبيعي، دون فرض قيود على المحال التجارية والناس، ما فسره المحللون بأن ما يجري داخل البلدة القديمة من تشديدات وإجراءات مغلف بغطاء سياسي يهدف إلى خنقها وإفراغها من الفلسطينيين بشكل ممنهج.
ونوه التقرير إلى أن هذه الإجراءات امتدت إلى المسجد الاقصى المبارك، حيث لم يحضر لصلاة الجمعة الماضية سوى بضع مئات من المقدسيين، بسبب منع الاحتلال المسلمين من الوصول إلى المسجد الأقصى والبلدة القديمة، وتحديدهم عدد المصلين بما لا يتجاوز 400 شخص.
وقال الخبير في الشؤون الإسرائيلية، فراس ياغي، إن الاحتلال بدأ باستغلال ما يجري من أحداث منذ السابع من تشرين الأول، حيث قام خلال عام واحد بهدم 339 مبنى و منشاة داخل القدس، إضافة لتسببه باستشهاد 71 فلسطينيا وجرح 242 آخرين، كما قام باعتقال 2600 فلسطيني دخل القدس، ضمن عملية واسعة النطاق لتهويد المدينة ومحاولة ربط القدس الشرقية بالغربية، من خلال مشروعات تهويدية متعددة، ومنها مشروع وادي السيليكون في وادي الجوز، ومستوطنة في مطار قلنديا.
واشار إلى مخططات ما يسمى "القدس الكبرى"، والتي تعني الاستيلاء على 10 بالمئة من أراضي الضفة الغربية من جهة، ومن جهة اخرى تحويل الديموغرافيا داخل القدس بشكل يجعل الفلسطينيين فيها اقلية، ليصبحوا 14 بالمئة من سكان مدينة القدس،وذلك بعدم ترك مساحة من الأرض للفلسطينيين ليتمكنوا من البناء عليها، ووضع العراقيل أمامهم للحصول على تراخيص البناء في حال وجدت الأرض.
وأضاف أن سلطات الاحتلال تعمل على جعل القدس مدينة "طاردة" للمقدسيين، من خلال حرمانهم من أي أمان اجتماعي وسكني وديني، وذلك بإغلاق المسجد الأقصى لفترات طويلة، وتحديد دخوله لأعمار معينة، ومضايقة المصلين وتوقيفهم على بواباته.
كما قام الاحتلال بتدفيع المقدسيين ثمن عدوانه على قطاع غزة، من خلال تدفيعهم ضرائب عالية.
وأضاف ياغي أن القدس خارج نطاق أي حديث من قبل المجتمع الدولي والسلطة الفلسطينية، نتيجة لتغول الاحتلال فيها بشكل كامل، وقيامه بعزلها كليا عن الضفة الغربية، وترك المقدسي وحيدا في حربه ضد مخططات الاحتلال الاستعمارية، في إشارة منه إلى "قانون تسوية الأراضي" الذي الذي حرم المقدسيين من ملكية معظم أراضيهم، حيث أن هنالك اكثر من 30 ألف منشاة داخل مدينة القدس مهددة بالهدم، وخصوصا في منطقة سلوان.
واكد أن الاحتلال بعد فرضه التقسيم الزماني في المسجد الأقصى المبارك، يسعى لفرض التقسيم المكاني فيه، وذلك يتم بسياسة حكومية، لان وزراء وأعضاء كنيست يقومون باقتحام المسجد، وعلى رأسهم المتطرف إيتمار بن غفير.
بدوره، قال رئيس غرفة تجارة القدس الأسبق، حجازي الرشق، إن أبواب مدينة القدس مغلقة، وتم منع الزوار من دخولها منذ بداية الحرب، والوضع التجاري فيها سيء للغاية، "ما أدى إلى خسائر جسيمة في القطاع التجاري.
وأضاف أن الاحتلال قام بإغلاق محلات القدس القديمة واماكن العبادة فيها مثل المسجد الاقصى وكنيسة القيامة بحجة عدم وجود ملاجئ بها، في الوقت الذي سمح فيه بفتح المحلات في القدس الغربية والمربع التجاري الملاصق لاسوار البلدة القديمة، مثل شارع النصارى وصلاح الدين والرشيد.
وأشار الرشق إلى أن بلدية الاحتلال تحاول تغيير ملامح البلدة القديمة لطمس هويتها، وأن 35 بالمئة من دخل البلدية يأتي من الضرائب التي تفرضها على اهالي وتجار البلدة القديمة، وتقوم بصرفها على تطوير الطرق المؤدية إلى المستوطنات المحيطة بمدينة القدس.
ووجه الرشق مناشدة إلى الصناديق العربية للحفاظ على وجود المحال التجارية وبقاء أصحابها في البلدة القديمة، داعيا الى وجود خطة متكاملة يشترك فيها عدة جهات من اجل صمود التاجر المقدسي في محله.



عدد المشاهدات : (4532)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :