رم - - أكد سياسيون أن الأردن يمثل صوت الاعتدال والعقلانية في المنطقة، وأن سياسته لحل التزاعات ترتكز على دعم المسارات السياسية والحوار والسلم، وخضوع الأطراف المتنازعة للقانون الدولي والشرعية الدولية، وتحييد الأدوات العسكرية لما تتسبب به من تداعيات لا يمكن تداركها أحيانا.
وقال العين عمر العياصرة إن الأردن موقفه واضح، ويدعو إلى الحفاظ على الاستقرار الإقليمي وعدم حل النزاعات بالطرق العسكرية وتسويتها بالطرق السلمية والدبلوماسية، مؤكدًا أن الأردن قادر على قراءة تداعيات الحرب بين إيران وإسرائيل، والتي أكد أن تبعاتها ستكون سلبية وكارثية على المنطقة، سواء في اهتزاز الأمن الإقليمي، أو في استقواء طرف على آخر.
وأضاف أن الأردن يرى ضرورة وقف القتال، والعودة إلى المسارات الدبلوماسية للمحافظة على السلم الإقليمي وعدم استقواء طرف على آخر، مبينًا أن الذي يحدد طريقة الحل حجم توازن القوى بين الطرفين، عندما يكون أحد الطرفين أقوي فإنه سيحاول فرض السلم بشروطه بالقوة ويلجأ إلى ما يسمى "بالعباءة والخنجر".
وقال العياصرة قبل 7 تشرين الأول كانت إسرائيل وإيران في حالة تساوي بالقوة، بالتالي كان الردع يذهب إلى اللاحرب وكانت أميركا تختار الدبلوماسية مع إيران بناء على هذا التوازن وهذا ما حدث في عام 2015 عندما وقع الرئيس الأميركي الأسبق أوباما الاتفاق النووي مع إيران.
وأوضح العياصرة عندما تختل التوازنات تختلف المعادلات، فبعد نتيجة الحرب العالمية الثانية دشنت الأمم المتحدة، وعقدت اتفاقية جنيف، التي حثت على حل النزاعات بالطرق الدبلوماسية، لكن عنصر القوة يخطف الأضواء أحيانا كثيرة.
بدوره، قال العين حيا القرالة إن الأردن من الدول الداعية للسلام والحفاظ على الأمن الإقليمي والعالمي، وسياسة الأردن تتسم بالاعتدال ولم يكن في يوم من الدول التي تصدر الإرهاب ولم يؤمن بالتدخل في شؤون الآخرين، وهو يؤمن باحترام سيادة الدول.
وأكد القرالة أن الأردن في القضية المركزية القضية الفلسطينية كان يحث على استئناف المفاوضات والسلام للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف، وهو يؤمن بالحل السلمي لحل جميع النزاعات.
وبين أن الأردن في الأزمة الحالية بين إيران واسرائيل كان من الدول التي دعت منذ البداية للاحتكام للمفاوضات إلا أن الأمور خرجت عن السيطرة، مؤكدًا أن الأردن يعتبر رمزا للتسامح والاعتدال.
وقال القرالة إن خطاب جلاله الملك في البرلمان الأوروبي كان خطابا ونهجا غير مسبوق أمام الأوروبيين، حيث خاطبهم بلغة بالغة الوضوح، ووضع العالم على المحك أمام ما يجري في غزة من القتل والتدمير، كما أكد جلالته أن حل القضية الفلسطينية لا يكون إلا بحل الدولتين وهو الحل الأسلم والسبيل لحل النزاعات في المنطقة.
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنيّة الدكتور محمد القطاطشة إن سياسة الأردن ترتكز إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهو مبدأ راسخ يؤكد عليه جلالة الملك عبدالله الثاني في مواقفه السياسية.
وأكد أن الأردن معروف في المنظمات الدولية بالاعتدال ويحاول أن يخضع جميع الأزمات للقانون الدولي والدبلوماسية ويعتقد أن طاولة المفاوضات هي السبيل الوحيد للخروج من كل الأزمات لأن المنطقة تعاني من النزاعات، وجلاله الملك يتواصل مع رؤساء الدول ورؤساء الوزراء في الدول الأوروبية، خاصة ويتحدث بشكل صريح أن المنطقة تعاني من أزمات خانقة ولابد من حلها بشكل أساسي ودائما ما يوصي بأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لخفض التصعيد.
وقال القطاطشة إن جلالة الملك أكد في خطاباته بأن الأزمة الحالية بين الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران ستمتد آثارها إلى جميع دول العالم، مؤكدًا أن الأردن حريص على أن تكون طاولة المفاوضات والحل الدبلوماسي هي الأساس في حل النزاعات، وأن يتم احترام سيادة الدول، لافتا أن الأردن من الدول الأولى التي أدانت العدوان الإسرائيلي على إيران.
--(بترا)