رم - جاء حديث جلالة الملك عبد الله الثاني حول تماسك الجبهة الداخلية ورفض السماح لأي جهة باستغلال التطورات الإقليمية الراهنة للتشكيك بمواقف الأردن الثابتة تجاه قضايا الأمة، رسالة واضحة تؤكد أن الأردن قوي وثابت على مواقفه الدائمة.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، قال العين السابق الدكتور طلال الشرفات إن لقاء جلالة الملك مع رؤساء السلطات وقادة الأجهزة الأمنية جاء في ظرف دقيق تمر به المنطقة، وسط تصعيد خطير ومحاولات حل الصراعات بالقوة المسلحة، وما تبع ذلك من تداعيات الحرب بين إيران وإسرائيل، والتي تأثر الأردن بها أمنياً واقتصادياً.
وأشار الشرفات إلى تأكيد جلالة الملك على ضرورة تضافر الجهود لإعادة إنعاش الاقتصاد الأردني الذي تأثر أصلاً بتداعيات حرب الإبادة التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وبحالة القمع الإسرائيلي المتغطرس في الضفة الغربية.
وبين الشرفات أن جلالة الملك شدد على أهمية تعزيز الروح الوطنية، مؤكدًا أن توحد الأردنيين خلف قيادة جلالة الملك هو ضرورة وطنية ملحة في هذا الظرف الدقيق، سيما وأن الأردن من أكثر المتأثرين بتلك الأحداث في ظل سياسة توسعية حاقدة تقودها حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف في محاولة لفرض سياسة التوسع والتهجير والتوطين ولربما أكثر من ذلك، لكن يمثل توحد الشعب الأردني حول قيادة جلالة الملك توأمة خالدة بين الأردنيين والهاشميين، وتعكس أواصر نبل الأردنيين في الدفاع عن وطنهم، وهذا يعزز إيجابا اللحمة الوطنية ويوحد الجبهة الداخلية في مواجهة تلك الأخطار الجسام.
وركز على أن اللقاء يؤكد أهمية تضافر الجهود لجبر الضرر الذي يعاني منه الأردن في هذه الظروف الدقيقة، ويبعث برسالة إلى الجبهة الداخلية بأن الأردن بخير بقيادة جلالة الملك، وأن الأوطان التي يلتحم شعبها في مواجهة الأحداث الخارجية، فإنها تمر بسلام إذا كان هذا التوحد يصب في المصلحة الوطنية العليا، وهذا ديدن الأردنيين في علاقاتهم وثوابتهم الخالدة مع جلالة الملك.
وأكد مدير عام مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي، الوزير السابق، الدكتور مهند المبيضين، أن الأردن، كما قال جلالة الملك عبد الله الثاني، يحافظ دائمًا على خطابه الرافض لتأليب الصراع والتوتر في المنطقة.
ولفت إلى دعوة الأردن إلى العقلانية الواضحة دائما في المنابر الدولية والعربية والإسلامية، والتي تدعو إلى خفض التصعيد وإنهاء التوتر في المنطقة، والعودة إلى خيار السلام.
وبين أنه في موضوع الجبهة الداخلية، يجب على الأردنيين دائماً أن يلتفوا حول قيادتهم، ويثقوا بخطابها وأدوارها التي تقوم بها داخلياً وخارجياً.
وأشار المبيضين إلى أن هناك حاجة للتماسك الداخلي، وتثبيت عناصر الاستقرار والمنعة الأردنية، والأولويات الوطنية الأردنية التي يجب أن تكون واضحة للجميع، ويجب أن تثق بما يصدر من المؤسسات الوطنية المعنية بموضوع حفظ الأمن والدفاع عن الأردن.
وقال:"يجب تصديق الرواية الأردنية الرسمية التي تؤكد أن الأردن لن يسمح ولم يسمح بأن تكون مجالاته الجوية والبرية والبحرية مكانًا للصراع أو جزءًا من الصراع الدائر في المنطقة".
بدوره، الوزير الأسبق الدكتور هايل الداود قال لبترا: "المواطن الأردني يفتخر اليوم بالمواقف الواضحة والثابتة للدولة الأردنية و مواقف جلالة الملك".
وأشار إلى أن هذه المواقف تمثّل انحيازًا دائمًا للمصالح الأردنية العليا أولاً، ثم لقضايا أمتنا بشكل عام، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي تعدّ على رأس أولويات الدولة الأردنية.
--(بترا)