رم - مع دخول التصعيد بين إسرائيل وإيران يومه الثامن، تُثار تساؤلات حول تأثير ذلك على النفوذ الذي كرّسته طهران لسنواتٍ في أفريقيا، وخاصةً منطقة الساحل الغنيّة بثرواتها.
وأدّت ضرباتٍ شنّتها إسرائيل ضد طهران في الثالث عشر من يونيو/حزيران الجاري إلى مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، وقياداتٍ عسكريةٍ أخرى، إلى جانب علماءٍ نوويين آخرين، وهو أمرٌ ردّت عليه إيران بضرباتٍ صاروخية.
ستلقي بظلالها
وتواترت في الأشهر الماضية التحركات الإيرانية في أفريقيا، حيث التقى مسؤولون إيرانيون - على سبيل المثال - مع نظرائهم من النيجر وبوركينا فاسو، وهما دولتان شهدتا انقلاباتٍ عسكريةً أدّت إلى طرد القوات الغربية مقابل الترحيب بالتعاون مع روسيا ودولٍ أخرى.
وعلق المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد تورشين، على الأمر قائلًا: إن "الحرب الحالية ستلقي بظلالها بشكل كبيرٍ جدًا على مستقبل العلاقات الإيرانية – الأفريقية، لكن مسألة تنامي أو تراجع النفوذ الإيراني في القارة السمراء فهو مرتبط بشكل وثيق بنهاية الحرب الجارية الآن مع إسرائيل".
وتابع تورشين في تصريح لـ"إرم نيوز" يقول: "ما زالت المعارك مستمرة ولا يوجد طرف يسعى إلى تقديم تنازلات، لكن باعتقادي إيران لا تسعى للفوز بهذه المعركة بل تسعى لفرض معادلة لتوازن القوى مع إسرائيل".
وأضاف: "إذا نجحت بذلك فإن نفوذها سيتنامى في أفريقيا خاصة في القضايا العسكرية والأمنية، حيث إن هناك دول أفريقية بحاجة إلى الحصول على تقنيات ومعدات عسكرية حديثة بالنظر إلى الاضطرابات التي تعاني منها".
وشدد المتحدث على أن "إيران ستسعى لتعزيز علاقاتها مع الأفارقة من أجل التسويق لتقنياتها مثل الطائرات والصواريخ التي يتم تجربتها الآن، وفي نفس الأمر تحتاج الدول الأفريقية إلى موارد وتقنيات عسكرية متطورة من أجل مساعدتها في ما تسميه تحررًا من الهيمنة الغربية".
صعوبات كبيرة
يذكر أن تقارير غربية تحدثت في وقت سابق عن مساعي إيرانية للحصول على كمياتٍ ضخمةٍ من يورانيوم النيجر، وهو أمر لم تنفه السلطات في طهران.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، قاسم كايتا، "على الأرجح ستواجه إيران صعوباتٍ كبيرةٍ في المستقبل، خصوصًا بعلاقة نفوذها في القارة الأفريقية، لا سيما أن صورتها اهتزت بشكل كبيرٍ ولم يعد لدى حلفائها ثقةٌ بها، خصوصًا بعد عجزها عن حماية حليفها رئيس النظام السوري السابق، بشار الأسد".
وأضاف كايتا في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "إيران أيضًا تلقت هذه الأيام ضرباتٍ قويةٍ، فيما لم تنجح كذلك بحماية حزب الله وحركة حماس، وهو أمر سيجعل الحلفاء الأفارقة متخوفين من استمرار التقارب معها، خاصةً في ظل غياب أي ضمانات، وفي ظل اضطراباتٍ تعرفها دول حلفائها".