رم - تظاهر المئات من أنصار التيار الصدري، في مناطق متفرقة من العاصمة العراقية بغداد وعدد من المحافظات، استجابةً لدعوة زعيم التيار مقتدى الصدر، تنديدًا بالهجوم الإسرائيلي على إيران.
وامتدت التظاهرات إلى محافظات كربلاء وبابل وواسط، فضلاً عن بغداد وميسان، وذي قار، بعد أداء المصلين صلاة الجمعة الموحدة، فقد شهدت ساحات الصلاة تجمعات لأنصار الصدر وممثلين عن بعض العشائر، رافعين لافتات تندد بالهجوم الإسرائيلي على إيران.
وقال مدير مكتب زعيم التيار الصدري في بغداد، إبراهيم الجابري، في كلمة أمام الحشود إن "الكيان الصهيوني تجاوز كل القيم الإنسانية من خلال استهدافه المؤسسات الصحية والتربوية في إيران"، مضيفاً أن "إسرائيل وأمريكا هما عدوا الشعوب الإسلامية".
وردّد المشاركون هتافات مناهضة للولايات المتحدة، إلى جانب شعارات مؤيدة للسلام وللعراق، كما حملوا لافتات وصورًا تعبر عن رفضهم، لما يحصل تجاه إيران.
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد دعا، الأربعاء الماضي، إلى الخروج بتظاهرات سلمية منظمة بعد صلاة الجمعة، للتنديد بـ"الإرهاب الصهيوني والأمريكي وتوسعه الاستعماري ومعاداته للشعوب والأديان"، على حد تعبيره.
ونقل المكتب الخاص للصدر مقتطفات من كلمته التي أشار فيها إلى أن "الأمر بالهجوم في أي وقت وعلى أي دولة موكول إلى قرار الرئيس الأمريكي"، مؤكداً أن "هذا القرار الجائر سيُقابل بالمحكمة الإلهية والقدرة الإلهية بالويل والخسران".
وتأتي هذه التحركات في وقت تستمر فيه الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، وسط تحذيرات عراقية من خطورة انزلاق البلاد إلى تداعيات هذا التصعيد الإقليمي، حيث يخشى مراقبون من تحوّل الساحة العراقية إلى ميدان لتصفية الحسابات.
ويعد تنظيم الصلوات الموحدة من أبرز أدوات الحراك الجماهيري لدى التيار الصدري، إذ يعود هذا التقليد إلى العام 1998 عندما بدأه والده محمد صادق الصدر، بهدف إظهار القوة الشعبية وتنظيم الصفوف، وهو ما استثمره مقتدى لاحقاً كأداة ضغط سياسي، خاصة في أوقات الأزمات والتوترات مع خصومه داخل الإطار التنسيقي.
وخلال السنوات الماضية، لجأ الصدر إلى هذا الأسلوب مرات عدة لحشد مناصريه، لا سيما بعد انسحاب كتلته من البرلمان وخسارة النفوذ المباشر في مؤسسات الدولة، ما دفعه إلى إعادة توجيه قواعده الشعبية إلى الشارع في رسائل سياسية متكررة.