رم - تفاعل ناشطون على مواقع التواصل مع الأحاديث المتزايدة بشأن إمكانية حدوث تسرب نووي في ظل الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، التي تعتبر منشآت طهران النووية هدفا رئيسيا لها.
ووفقا لحلقة 2025/6/18 من برنامج "شبكات"، فقد باتت إمكانية وقوع تسرب إشعاعي في هذه الحرب حديث رواد منصات التواصل الاجتماعي بعد حديث إسرائيل المتواصل عن استهداف مواقع نووية إيرانية.
فقد أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربات متعددة على منشأة "نطنز"، التي تعد أكبر مواقع تخصيب اليورانيوم في إيران. كما أعلن استهداف منشأة "فوردو"، المبنية في ما يسميه الإيرانيون جبل الهلاك، وكذلك محطة تحويل اليورانيوم ومصنع الوقود المعدني في أصفهان، وموقع "آراك" لإنتاج الماء الثقيل.
وقالت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية إنها رصدت تلوثا إشعاعيا داخل منشأة "نطنز" النووية، دون أن يمتد هذا التلوث إلى خارج الموقع، وأكدت أنها ستُقيّم حجم الأضرار بعد استكمال عمليات إزالة الإشعاع داخل المنشأة.
من جانبه، حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، من أن أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز ربما تكون قد "تضررت بشدة إن لم تُدمر بالكامل"، وقال إن الوكالة تعتقد أن الهجمات كان لها "تأثيرات مباشرة" على قاعات أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض.
ما هي التسريبات الإشعاعية؟
والتسريبات الإشعاعية هي نوع من الطاقة التي تنبعث من نوى الذرات غير المستقرة نتيجة تفكك نووي طبيعي أو صناعي، وهي تتخذ شكل جسيمات أو موجات كهرومغناطيسية.
ويستخدم الإشعاع بكثافة في الصناعة والطب، لكنه قد يكون خطيرا على الصحة والبيئة حال خروجه عن السيطرة.
وقد يُحدث التعرض للأشعة النووية تغيرات كيميائية في أنسجة الكائنات الحية، تبعا لمقدار جرعة الإشعاع التي تم امتصاصها، وينتج عنه ظهور أمراض سرطانية متنوعة وحروق إشعاعية وتلف الأعضاء الداخلية.
وتباينت مواقع المغردين مع هذه الأخبار التي تبعث على القلق حيث استبعد البعض وقوع مخاطر حتى في حال حدوث تسرب إشعاعي في حين شكك آخرون في الأحاديث التي تشكك في إمكانية وقوع هذا الأمر.
فقد كتب علي عثمان: "ليس كل تسرب نووي يؤدي إلى كارثة. التأثيرات تختلف إذا كان الحادث محدودا داخل المنشأة، أو تسرب كبير مثل كارثة تشيرنوبيل أو فوكوشيما".
كما كتب كرم علي: "أي استهداف للمفاعل إذا كان تحت الأرض يكون تأثير إشعاعاته قليل.. إذا كان قلب المفاعل على سطح الأرض"، مضيفا "الله يستر".
أما راما، فقالت: "لا أظن أن التصريحات عن عدم وجود خطر نووي حقيقية أو يمكن الاعتماد عليها، فإيران ليست بهذه الكفاءة لتمنع انبعاثات أو إشعاعات نووية، وكذلك إسرائيل آخر همها المنطقة والبشر المقيمون فيها".
وأخيرا، كتبت يارا: "نطاق الخطر يصل لمئات الكيلومترات حسب الرياح والنطاق التدميري. على دول الجوار أن تستعد بخطط إخلاء، وتوفير معلومات واضحة للجمهور في حال الخطر".
التعامل مع التسرب الإشعاعي
وخلال هذه الحرب، تركز إسرائيل على منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية، مثل نطنز وفوردو. وبحسب الخبراء فإن الأضرار التي لحقت بهذه المواقع لا تهدد بوقوع "حادث نووي" مثل الكوارث التي وقعت في تشرنوبل أو فوكوشيما.
وفسر الخبراء ذلك بأن التفاعل النووي لا يحدث داخل منشآت تخصيب اليورانيوم، وإن قُصفت واحدة من هذه المنشآت "فسيُطرد اليورانيوم المُخصب من المنشأة، ربما إلى البيئة"، وبالتالي ستبقى المخاطر محلية، ولن تُشكل أي خطر إشعاعي خارج محيطها.
وللوقاية من الخطر الإشعاعي، توصي منظمة الصحة العالمية باستخدام أقراص يوديد البوتاسيوم لحماية الغدة الدرقية من اليود المشع بتعليمات من الأطباء المختصين.
وقالت المنظمة إن هذه الأقراص "تكون فعالة فقط إذا أُخذت قبل التعرض للإشعاع بـ24 ساعة أو خلال 8 ساعات بعده".
وأوصت اللجنة الدولية للحماية من الإشعاع، في حال حدوث إشعاع، بالدخول السريع إلى أقرب مبنى والبقاء بداخله لمدة 24 ساعة، ونصحت بنزع الملابس التي تعرضت للإشعاع والاستحمام
المصدر: الجزيرة