ظهر ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري السابق بشار الأسد، في العاصمة الروسية موسكو للمرة الأولى منذ سقوط النظام السوري في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وفق ما أظهره مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويأتي هذا الظهور لقائد الفرقة الرابعة بالجيش السوري في النظام السابق، ليسدل الستار على تكهنات واسعة كانت تحيط بمكان وجوده، بعد اختفائه منذ انهيار النظام ومغادرة كبار مسؤوليه مواقعهم.

ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان مقطع فيديو، يظهر فيه ماهر الأسد وهو يدخن الأرجيلة داخل مقهى شهير في العاصمة الروسية موسكو، وذلك خلال عيد الفطر الماضي.


وشكل مصير ماهر الأسد محورا للجدل الأكبر بعد سقوط النظام السوري؛ إذ أثار غيابه تساؤلات واسعة خلال الأشهر السبعة الماضية، خاصة بعد إعلان موسكو منح الرئيس المخلوع بشار الأسد حق اللجوء الإنساني مع أسرته، دون الإشارة إلى مكان شقيقه ماهر أو وضعه القانوني.

وفي ظل غياب أي تأكيد رسمي، تحدثت تقارير إعلامية عن مسار فراره، مشيرة إلى أنه عبر أولا إلى العراق، ثم إلى إيران، قبل أن يستقر في روسيا. وفي الوقت نفسه، ترددت شائعات عن عودته إلى منطقة الساحل السوري، التي تعود أصول عائلته إليها، وهو ما زاد من غموض الموقف.

غير أن مصادر رسمية في بغداد سارعت إلى نفي وجوده على الأراضي العراقية.

وجاء ذلك بالتزامن مع اتهامات وُجهت إلى ماهر بتحريضه على تصعيد العنف في الساحل السوري، خلال موجة الاضطرابات التي اندلعت في مارس/ آذار الماضي، التي اعتبرت من أسوأ مراحل الفوضى التي أعقبت سقوط النظام.


من هو ماهر الأسد؟
ويعد ماهر الذي ولد في 8 ديسمبر/ كانون الأول 1967، من أبرز الوجوه العسكرية في نظام شقيقه، إذ شغل منصب قائد الفرقة الرابعة المدرعة، التي اعتُبرت واحدة من أقوى التشكيلات العسكرية وأكثرها ولاء للنظام، ولعبت دورا حاسما في قمع الاحتجاجات الشعبية منذ اندلاع الثورة السورية في 2011.

ويعد ماهر عضوا في اللجنة المركزية لحزب البعث السوري، ويمثل الجناح الأمني الصلب داخل النظام.



وبرز ماهر خلال السنوات الأولى للثورة كإحدى أكثر الشخصيات نفوذا، إلى أن بات يوصف بأنه "الرجل الثاني في سوريا" بعد شقيقه بشار، وكان من أبرز المؤيدين للحلول العسكرية في مواجهة المعارضة، خصوصا خلال قمع تظاهرات درعا.

ويواجه ماهر اتهامات واسعة بالإشراف على ميليشيات "الشبيحة"، المتهمة بارتكاب انتهاكات طائفية بحق المدنيين، وارتبط اسمه بقيادة شبكة دولية لتهريب المخدرات، خصوصا حبوب الكبتاغون التي تحوّلت إلى مصدر تمويل ضخم للنظام وسط العقوبات الدولية.