رم - فجر اليوم اهتزت إيران على وقع أعنف هجوم يستهدف عقولها لا صواريخها.. إسرائيل تعلنها بوضوح، قتلنا 10 من أبرز علماء الطاقة النووية الإيرانيين ضمن ما سُمّي بـ"عملية الأسد الصاعد".
الأسماء تتساقط تباعاً.. أحمد رضا ذوالفقاري، أستاذ الهندسة النووية، محمد مهدي طهرانجي، عالم بارز في الفيزياء النووية، وفريدون عباسي... أحد العقول المصنّفة على لائحة العقوبات الدولية، اضافة لعبد الحميد مينوتشهر، والسيد أمير حسين فقيهي، ومطالبي زادة.
هؤلاء ليسوا ضحايا قصف عشوائي، بل هم هدف دقيق في قلب طهران.. هدفٌ لطالما تربص به جهاز "الموساد"، وليس هذا جديداً، منذ 2010، تتكرر نفس القصة، لكن الأسماء تختلف.
مسعود علي محمدي، مجيد شهرياري، داريوش رضائي نجاد، مصطفى أحمدي روشن، قنابل لاصقة، رصاصات مباشرة، وتفجيرات في وضح النهار.
وما بين هذه الأسماء، يبرز اسمٌ واحدٌ غيّر المعادلة، محسن فخري زادة، العقل المدبر لبرنامج إيران النووي، اغتيل قرب طهران العام 2020 في عملية اتهمت إسرائيل بتنفيذها.
لكن لماذا تلاحق إسرائيل العلماء بدلاً من الصواريخ؟.. لأنّ تل أبيب تعرف جيداً أن البرنامج النووي لا يُبنى في منشأة تحت الأرض، بل في عقل فوق الأرض، العالِم بالنسبة لإسرائيل... أخطر من الطرد المركزي، فكل عالم يُغتال، يُسقط معه سنوات من التقدّم، ومعادلة كاملة من الأسرار.
إسرائيل لا تريد حرباًشاملة، لكنها تخوض حربًا ذكية، تستهدف بها العقل لا العضلات... تغتال الفكرة قبل أن تُصبح قنبلة.