ضربات روسية مميتة على خاركيف وكييف تستعيد جثامين 1212 جنديا


رم - قتل ثلاثة أشخاص وأصيب أكثر من 60 في ضربات روسية استهدفت ليلة الأربعاء، مدينة خاركيف، ثاني كبرى مدن أوكرانيا، فيما وصلت محادثات السلام إلى طريق مسدود.

أتى ذلك فيما أعلنت أوكرانيا الأربعاء، استعادة جثامين 1212 من جنودها الذين قتلوا خلال الحرب مع روسيا، في واحدة من أكبر العمليات من نوعها منذ بدء الهجوم الروسي قبل أكثر من ثلاث سنوات.

إلى ذلك أعلنت روسيا الأربعاء أنها ستتبادل وأوكرانيا الخميس أسرى حرب "يعانون من إصابات خطرة" في عملية تندرج في إطار اتفاق أبرمته موسكو وكييف خلال مفاوضات جمعتهما أخيرا في إسطنبول.

وقال كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي " (الخميس) سنبدأ عمليات ‘التبادل الصحي‘العاجلة لأسرى إصاباتهم خطرة" مشيرا إلى أن روسيا استعادت جثث 27 من جنودها قتلوا في الحرب مع أوكرانيا.

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الدول الغربية إلى "عدم الخوف" من "التحرك" بعد الضربات الجديدة. وقال إن هذا من شأنه إرغام موسكو على "الانخراط في دبلوماسية حقيقية" لإنهاء الحرب.

وأضاف على مواقع التواصل الاجتماعي "أن الأمر يعتمد بشكل رئيسي على الولايات المتحدة".

لكنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب نأى بنفسه عن الصراع في الأسابيع الأخيرة، مشبّها الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ عام 2022 بـ"أطفال يتعاركون" ملمّحا إلى أنه قد يسمح باستمرار الحرب.

أطلقت روسيا عددا قياسيا من الطائرات المسيرة والصواريخ على مناطق مدنية في أوكرانيا خلال الأسابيع الأخيرة، بعدما طرحت مطالب صعبة لإنهاء القتال، وهو ما رفضته كييف.

وأسفر الهجوم الروسي الجديد على خاركيف عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة نحو ستين آخرين، بينهم تسعة أطفال، بحسب السلطات المحلية.

وقال رئيس بلدية المدينة إيغور تيريخوف، إنّ "17 ضربة بطائرات مسيّرة طالت منطقتين" في هذه المدينة.

"خوف لم أشعر به في حياتي"

وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس في المكان مباني متضررة وسيارات محترقة.

وقالت امرأة مسنة لوكالة فرانس برس: "انتابني خوف لم أشعر به في حياتي" بينما كان رجل يشتم الروس أثناء إزالة الأنقاض.

وقالت أولينا خوروغيفا، وهي من سكان المنطقة، إنها هرعت مع طفليها إلى الرواق بعيدا عن النوافذ، لدى سماعها الطائرات المسيرة تقترب في منتصف الليل.

وقالت الصيدلانية (41 عاما) لفرانس برس: "كان أصغرهم مستلقيا على الأرض ويحمي رأسه بيديه".

أضافت أولينا التي قُتل جارها: "سمعناهم يقتربون. ساد الصمت، ثم ارتطمنا بالحائط... وسمعنا دوي عدد من الانفجارات، ثم الناس يصرخون: النجدة! النجدة!".

وتشهد خاركيف التي تقع على بُعد أقلّ من 50 كيلومترا من الحدود الروسية، منذ أسبوع هجمات ليلية واسعة النطاق.

وليلة السبت، شهدت المدينة "أعنف هجوم تتعرّض له منذ بداية الحرب" إذ استهدفتها نحو 50 طائرة مسيّرة روسية.

وفي هذا السياق، يزور الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أوكرانيا الأربعاء، وهي أول زيارة لرئيس الدولة التي حافظت على علاقات ودية مع موسكو منذ اندلاع الحرب في شباط/فبراير 2022.

وأوضحت الرئاسة في بيان مقتضب "سيزور رئيس جمهورية صربيا أوكرانيا ليوم واحد الأربعاء في 11 حزيران، حيث سيشارك في قمة أوكرانيا وجنوب شرق أوروبا".

طريق مسدود

في المقابل، تُكثّف أوكرانيا هجماتها بالطائرات المسيّرة على روسيا، لكنها تقول إنها تستهدف في المقام الأول منشآت استراتيجية.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها اعترضت 32 طائرة مسيّرة أوكرانية فوق روسيا ليلة الأربعاء.

وفي المقابل، تواجه أوكرانيا صعوبات في الميدان.

الأربعاء، أعلن الجيش الروسي أنه أرسل المزيد من القوات إلى منطقة دنيبروبيتروفسك الأوكرانية قال الأحد، إنه هاجمها.

تقع هذه المنطقة في وسط البلاد عند حدود دونيتسك، مركز القتال، لكن الجنود الروس لم يتمكنوا من الدخول إليها منذ بدء الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات.

بموازاة ذلك، أنجزت روسيا وأوكرانيا الثلاثاء مرحلة جديدة من عملية تبادل واسعة لأسرى حرب من الجانبين والتي تم الاتفاق عليها أيضا في إسطنبول مطلع حزيران.

ولم يحدد الجانبان بعد عدد الجنود الذين شملتهم عملية التبادل هذه، التي جرت مرحلتها الأولى الاثنين.

ويواجه الأوروبيون صعوبة في تحديد رد مناسب من دون دعم واشنطن بعدما هددوا روسيا بـ"عقوبات شاملة" جديدة في حال واصلت روسيا رفض وقف إطلاق النار.

وتستمر روسيا في رفض الهدنة "غير المشروطة" لمدة 30 يوما التي اقترحتها كييف والغربيون، معتبرة أنها ستسمح للقوات الأوكرانية بأن تعيد تسليح نفسها وتشكيل صفوفها.

أ ف ب



عدد المشاهدات : (5875)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :