رائد سليمان الخشمان
قبل ثلاثة وعشرين عاماً كتبت مقالة في جريدة الرأي بعنوان "كتيبة النشامى" بعد فوز الأردن ببطولة وديّة رباعية في البحرين، ومنذ ذلك الوقت التصق لقب النشامى بفريقنا الوطني، وهو لقب نعتزّ به كأردنيين. في ذلك الوقت كنت متفائلاً جداً بالطريقة التي حضّر فيها المرحوم الكابتن الجوهري الفريق، وفوزه بتلك البطولة الودية كخطوة أوليّة صحيحة على طريق تحضير المنتخب لنهائيات كأس آسيا وكأس العرب. واليوم ونحن نحتفل بتأهل منتخبنا الوطني الى نهائيات كأس العالم القادمة في إنجاز غير مسبوق، أكتب لتهنئة أبطال منتخبنا الوطني الأول الذين أثبتوا علوّ كعبهم واستمروا في تألّقهم اللافت بعد تحقيق وصافة كأس آسيا، ليتحقّق الحلم الوطني الجميل، بدعم القيادة والشعب لتحقيق هذا الانجاز.
أنني كمواطن أردني محبّ وعاشق لبلدي، أتمنى أن يُستثمر هذا الانجاز بطريقة صحيحة لتحقيق أقصى المكتسبات للوطن وللرياضة الاردنية على جميع المستويات، بدءاً من تسويق الاردن سياحيّاً وتسليط الضوء على عمق حضارته في التاريخ، والترويج للمواقع الاثرية البارزة في الاردن على مستوى العالم. وهو ما سيساهم في تسويق الاردن سياحيّاً واقتصادياً، ويجب استغلال هذه الفرصة العظيمة بأفضل صورة ممكنة بتسليط الضوء على البتراء (احدى عجائب الدنيا السبع) وجرش ووادي رم وقلاع عجلون والكرك والشوبك وغيرها من الأماكن التاريخية.
أما على صعيد التسويق الرياضي، فالاتحاد الاردني الان مُطالب بتطوير دائرة الاستثمار الرياضي وضم مجموعة من شبابنا الواعي والمثقّف المتخصص والمنتمي للبلد بحيث يعمل بمهنيّة كفريق واحد تحت مظلة الاتحاد، للتواصل مع الشركات الرياضية الكبرى كأديداس ونايكي وبوما وغيرها، لارتداء منتجاتها الرياضية وتزويد المنتخب بالاطقم الرياضية خلال البطولة، وأيضاً التواصل مع شركات الرعاية الرياضية العالمية الكبرى عن طريق تسويق الاعلانات على القمصان أثناء مشاركتنا العالمية. وهو ما يمكن أن يجلب مبالغ ماديّة توازي أو تفوق جوائز المشاركة من الاتحاد الدولي. هذا المدخول يجب توجيه جزء جيد منه لدعم الاندية المحليّة لتطويرها وزيادة قدرتها على تغطية مصاريفها وتسديد ديونها وزيادة استثماراتها لتحسين مدخولها، على أن يكون توجيه الدعم مشروطاً بتحقيق هذه الاهداف.
أما بخصوص مباراتنا الأخيرة مع أشقائنا منتخب العراق، فهي فرصة لإثبات جدارة منتخبنا بالتأهل عن طريق تحقيق نتيجة جيدة تُثبت جدارتنا بالتأهّل، وكذلك فرصة لترحيب جمهورنا بمنتخب العراق الشقيق لإزالة أي احتقانات سبّبها بعض المتعصّبين من جمهور البلدين، رافقت مسيرتهما منذ نهائيات كأس آسيا. جمهورنا مطالب بتجاوز هذه الترّهات، وبهتافات رياضية محترمة تعبّر عن أخلاق الاردنيين ورقيّهم، وهم دوماً أهل للثقة. فما كان الاردني يوماً الا محبّاً لأشقائه ومحترماً لروابط الدين والعروبة والجيرة، وعفيف اللسان وراقي الاخلاق. وهذه مسؤولية تقع على كل مشجع وبالذات على من يقومون بقيادة روابط المشجعين. كل أمنيات التوفيق في مباراتنا المهمة الأخيرة وفي مسيرتنا المظفّرة القادمة، والشكر والامتنان لكل من ساهم في تحقيق هذا الانجاز الرياضي من أصغر أردني الى أعلى مسؤول في هرم القيادة.
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |