"إندبندنت" تستبعد إجراء ترامب زيارة رسمية ثانية للمملكة المتحدة


رم - استبعدت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن يُجري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارة رسمية ثانية للمملكة المتحدة.

واعتبرت أن دعوة ترامب لزيارة رسمية ثانية غير مسبوقة ما كانت إلا حيلة دبلوماسية ذكية من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.

وفي حين تُقدر أوساط سياسية أن استضافة الرئيس ترامب ستكون محفوفة فعليًا بالمخاطر، يبدو أنه تم التخطيط لإلغائها بهدوء.

وأضافت الصحيفة "رغم أن ستارمر لا يوصف حتى من منتقديه بالاستعراض السياسي، فإنه نجح أثناء زيارته للبيت الأبيض ببعض التمثيل المسرحي المُدرّب عليه بعناية، فقد مد يده، في لحظة كانت فيها الصحافة العالمية حاضرة لتوثيق هذه المناسبة، إلى الجيب الداخلي لسترة بدلته وأخرج رسالة عليها الختم الملكي الأحمر وسلمها إلى ترامب المبتسم".

وبينما كانت الرسالة تحمل دعوة من الملك لزيارة بريطانيا زيارة دولة ثانية غير مسبوقة، ولم يسبق لأي سياسي منتخب أن حظي بمثل هذا الشرف، بدا ترامب وكأنه قد قُدِّمت له تذكرة ويلي ونكا الذهبية.

وتابعت الصحيفة أن الفكرة، التي بلا شك حظيت بموافقة قصر باكنغهام سابقًا، قد تكون من أفكار رئيس الوزراء أصلا.

وفي حين يتساءل كثيرون كيف توجه دعوة زيارة بهذه القيمة لرئيس خضع للعزل مرتين، ومدان جنائيًا إدانةً، علاوة على أنه أراد ضم دولة من دول الكومنولث؛ كندا، لكن لا أحد يُنكر مدى ذكاء هذه السياسة.

ولفتت إلى أن ستارمر نجح بتوظيف ترامب المفتون بالملكية عمومًا، وبالعائلة المالكة البريطانية خصوصًا، لتمرير سياسات ناعمة أفضت إلى تجنيب المملكة المتحدة التعريفات التجارية وسهلت إبرام أول اتفاقية تجارية مع الولايات المتحدة في ظل عالم ترامب الذي تحكمه الرسوم الجمركية.

وأكدت الصحيفة أن زيارة ترامب الرسمية الثانية إلى المملكة المتحدة ستكون محفوفةً بالمخاطر، إذ يصعب التصديق أن حشودًا ستبلغ 10 آلاف شخص تصطف على جانبي الطريق، مُلوّحة بأعلام المملكة المتحدة والنجوم والأشرطة.

وفي حين قد ينطوي هذا على مخاطرة سياسية للسير كير، لماذا تستضيف شخصًا يبدو مُصرًّا على هدم المؤسسات والعلاقات التي حافظت على تقارب بلادنا لفترة طويلة؟، يكاد يكون مؤكدًا أن شخصًا شديد الحساسية مثل ترامب لن يرغب في رؤية حشودٍ مُعادية.

وخلُصت الصحيفة إلى أن برنامج ترامب المُكتظ والتداعيات والخلافات، الحروب التي لم تنته في أوكرانيا وغزة، الاتفاق النووي مع إيران، الصراع الأحدث مع ماسك، التي تشهدها رئاسته الثانية قد لا تمنح الرئيس الأمريكي الفرصة والوقت لتنظيم الزيارة، ولحكومة ستارمر للتملص من الدعوة.

لكن إن أصر الرئيس ترامب المدفوع بحب الزيارات الملكية وحب الاستعراضات لتلبية دعوة الملك تشارلز، سيكون الرفض الدبلوماسي من جانب المملكة المتحدة، تحديدا رئيس الوزراء، كارثيًا.



عدد المشاهدات : (5236)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :