رم - أعلنت إيران حصولها على وثائق "استراتيجية بالغة الأهمية" من داخل إسرائيل، تشمل معلومات حساسة حول منشآتها النووية وعلاقاتها الدولية. وكشف وزير الاستخبارات الإيراني عن نية بلاده نشر هذه الوثائق قريبًا.
في تطور لافت ضمن معركة العقول والملفات السرية بين طهران وتل أبيب، كشف وزير الاستخبارات الإيراني، إسماعيل خطيب، عن حصول بلاده على مجموعة وثائق وصفت بأنها "كنز استراتيجي" تم تهريبها من داخل إسرائيل، وتتعلق ببرامجها النووية وملفات أمنية وعلاقاتها الدولية.
وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام إيرانية، أوضح خطيب أن العملية الاستخباراتية كانت "معقدة، دقيقة وواسعة النطاق"، مؤكداً أن الوثائق لا تقتصر فقط على المنشآت النووية الإسرائيلية، بل تشمل كذلك معلومات عن العلاقات الإسرائيلية مع الولايات المتحدة وأوروبا وعدد من الدول الأخرى، فضلاً عن بيانات استخباراتية تعزز ما وصفه بـ"القدرات الهجومية لإيران".
وأشار الوزير إلى أن آلية تهريب الوثائق من داخل إسرائيل لا تقل أهمية عن مضمونها، لافتاً إلى أن العملية خضعت لتخطيط محكم، وشملت مراحل متعددة بدأت بالاختراق، ثم تجنيد مصادر داخلية، وصولاً إلى التوسع في جمع المعلومات وضمان إخراجها بشكل آمن من دون تعرّضها لأي اختراق مضاد.
وأكد خطيب أن ما تمتلكه إيران اليوم من معلومات يمثل مكسباً استراتيجياً بالغ الأهمية، كاشفاً عن نية طهران نشر الوثائق النووية الإسرائيلية في وقت قريب، دون تحديد إطار زمني لذلك.
ويأتي هذا التصعيد بعد نحو أسبوعين من إعلان السلطات الإسرائيلية توقيف شابين إسرائيليين، روي مزراحي وألموج أتياس، بتهمة التورط في أنشطة أمنية لصالح إيران. وأوضحت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن الداخلي "الشاباك" في بيان مشترك، أن المتهمين اعتقلا أواخر نيسان/أبريل، ويشتبه بأنهما عملا على جمع معلومات استخباراتية لصالح طهران، بما في ذلك تعقّب تحركات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بلدة كفار أحيم.
وبحسب تقارير إيرانية، فإن توقيف الشابين جاء بعد أن كانت الوثائق قد نُقلت بالفعل إلى خارج إسرائيل، ما يشير إلى أن عملية الاختراق سبقت الكشف الإسرائيلي عنها.
ويأتي هذا التطور ضمن سياق تصاعد التوتر الاستخباراتي بين طهران وتل أبيب، في ظل مواجهات علنية وسرية تشمل عمليات اغتيال، وهجمات سيبرانية، وتسريبات حساسة في مجالات الأمن والنووي.
وفي خلفية المشهد، لا تزال المواقف المتشددة تحكم المفاوضات النووية. فقد أعلن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، الأسبوع الماضي، رفضه التام للتخلي عن تخصيب اليورانيوم، معتبراً أن ذلك يتعارض مع مصالح إيران الوطنية. وفي وقت سابق، أشارت تقارير إلى أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كان قد أوقف ضربة عسكرية إسرائيلية محتملة ضد منشآت نووية إيرانية، أملاً في فتح باب التفاوض مع طهران.
هذا التصعيد المستمر يؤكد أن الصراع بين إيران وإسرائيل تجاوز الأطر التقليدية، لينتقل إلى حروب معلومات وأسرار ترسم ملامح توازن القوة في المنطقة.