فرحة أردنية تاريخية: النشامى إلى المونديال


رم - بقلم - محمد متعب احمد الفريحات
فرحة أردنية تاريخية: النشامى إلى المونديال .

في ليلة من ليالي الفرح الأردني النادرة، أشرقت شمس المجد على ملاعب كرة القدم، لتتوج حلما طال إنتظاره وتسطر ملحمة جديدة في تاريخ النشامى. فوز ثمين على المنتخب العماني، وتعثر عراقي أمام كوريا الجنوبية، لتعلن صافرة النهاية أن الحلم الأردني قد تحقق، وأن الطريق إلى كأس العالم لم يعد مجرد طموح، بل صار حقيقة ناصعة كروعة العلم الذي يرفرف في سماء الوطن.

لم يكن الفوز مجرد انتصار في مباراة، بل كان صرخة مدوية أطلقها الأردنيون من أعماق القلب، تقول إن المستحيل ليس أردنيا، وإن الإرادة الصلبة والعزيمة التي لا تلين قادرة على شق طريقها مهما كانت التحديات. زحف جماهيري غفير ملأ المدرجات حبا وشغفا، وحضور أميري كريم من ولي العهد الأردني، ومتابعة ملكية من لندن، لتكتمل لوحة الولاء والانتماء والفرح.

في تلك اللحظات التي سبقت العيد بيوم، صار العيد عيدين، وصارت كل زاوية في الأردن تنبض بالحياة والفخر. ارتفعت الأعلام وخفقت القلوب، وتحولت الشوارع إلى مسارح فرح لا تنام. هناك في كل مكان على امتداد الوطن، كان للفرحة وقع خاص، وللأحلام طعم لا يشبهه طعم.

ليست مجرد كرة تتدحرج على العشب الأخضر، بل هي قصة وطن يؤمن بأن أبناءه قادرون على اقتحام المستحيل وكتابة تاريخ جديد. صنعها النشامى بعرقهم، بهتاف الجماهير الذي لم يخفت لحظة، بدموع الأمل التي سالت في عيون كل أردني حمل هذا الحلم منذ زمن بعيد. اليوم، الأردن يدخل المجد من أوسع أبوابه، والفرح يغمر القلوب، والعلم يرفرف عاليا في كل محفل. هي لحظة لا تتكرر، لحظة صاغتها الإرادة الأردنية، لحظة قال فيها الوطن كلمته: إننا هنا، وإننا باقون، وإننا نستحق المجد.

وهناك في ملاعب أمريكا، حيث تلتقي الثقافات وتتشابك الأحلام، يستعد الأردنيون ليكتبوا صفحة جديدة في سجل أمجادهم. شغف لا ينطفئ وحلم لا يعرف المستحيل، وها هم النشامى يشقون طريقهم نحو العرس الكروي العالمي، حاملين معهم إرثا من العزة والتحدي. هناك، سيرتفع العلم الأردني ليعلن للعالم أن أبناء الأردن قد حضروا، وأن صوتهم سيعلو ليصل إلى كل قلب عاشق للكرة، وإلى كل من آمن بأن العزيمة أقوى من كل الظروف.

لم تكن مجرد تذكرة عبور إلى المونديال، بل كانت وعدا بأن القادم سيكون أجمل، وأن حضور النشامى في ملاعب أمريكا سيكون حضورا يليق بتاريخهم المجيد. الأردنيون الذين استعدوا لهذه اللحظة منذ زمن بعيد، سيحملون معهم شغف الوطن ودفء الانتماء، سيحولون المستطيل الأخضر إلى قصة عشق لا تنتهي. فهنا، وفي كل هتاف يعلو من المدرجات، ستتجلى روح الأردن، وستكتب حكاية فرح لا تشبه إلا نبض هذا الشعب الذي لا يعرف إلا المجد.
الكاتب - محمد متعب احمد الفريحات



عدد المشاهدات : (2715)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :