مايك هاكابي .. دبلوماسية سوقية وصلت حد الصفاقة


رم -

مهدي مبارك عبد الله

اصحاب الجهل المقدس يعيشون في أوهامهم وحيثما يسيطر الغباء يضطر العقل للاختفاء وكل غبي بطريقته فخور والكلب العجوز لا ينبح عبثا

كلمة الصفاقة تعني ( التمادي وقلة الحياء والوقاحة )

مايك هاكابي سفير واشنطن في تل أبيب المتحدث الصريح باسم الصهيونية قرر بغروره وطيشه أن يتخلّى عن كل قواعد العمل الدبلوماسي والخطاب المتزن وهو يطلق تصريحاته الفجة وغير الإنسانية التي تعكس عقليته الإجرامية القائمة على فكر النازية في إقصاء الآخر وإبادته والفاشية العنصرية في التعامل مع المدنيين في غزة ( اطفال ونساء ) بمبدأ لا وجود للأبرياء في غزة وجميعهم أهداف مشروعة يجب القضاء عليها ( تحريض صريح على القتل الجماعي ) هذا الخطاب ليس انزلاقاً فردياً بل انعكاس مباشر للسياسة الامريكية التي ترعى وتدعم اجرام اسرائيل بالتأييد والمال والسلاح والأدهى أن هذا السفير لم يكن يتحدث باعتباره دبلوماسياً وهو يصرح مرارا وتكررا بأن أي محاولة لإعادة إعمار غزة ستقابل بالتدمير مرة أخرى أي ارهابي هذا .

هو في السابق قس معمداني انجيلي متدين ومتطرف وصهيوني مسيحي يعتقد دينيا أن أرض إسرائيل هي حق للشعب اليهودي فضلا عن انه مجرم متعطش للدماء ويكره كل ما هو إنساني وأخلاقي ظل يختبئ بثوب الدين ولكنه كذاب وحاقد ادمن الكذب والبهتان والافتراء يتبختر مغترا بنفسه كانه ( أمّعة ناعق على قمة جبل شاهق ) يشغل منصب سفير لابل ( سفيه ) يفيض قلبه بالعنصرية ويقطر عقله بالصهيونية بنسختها الأكثر تطرف لازال يقبع في الماضي ولا يمت بصلة للحاضر او المستقبل ينادي بفرض حكم الغوغاء ويحاول إخفاء ضوء الشمس بالغربال ويعيش في حالة عمى طوعي وتصريحاته الهوجاء تنضح حقارة توجب عليه أن يستحي من نفسه أمام التاريخ وهو يتلفظ بالجهالة والغباء وقد اظهر تفاهته في آخر شطحاته القذرة بجملة تخاريف خرقاء مكانها الوحيد سلة المهملات ومجاري الصرف الصحي

يوم الاحد الماضي 31 / 5 / 2025 أدلى هاكابي بتصريحات استفزازية خلال مقابلة له مع قناة فوكس نيوز يمكن وصفها مع الرفق بغير الاخلاقية والصبيانية والعنصرية شن خلالها هجوم لاذع على الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعد اعلانه رغبة بلاده الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية حيث وصف المبادرة الفرنسية بالمقززة وغير اللائقة وفي خضم الحرب التي تتعامل إسرائيل معها كيف يطرحوا ما يعارضه الإسرائيليين بشكل كامل كما خاطب الرئيس ماكرون بوقاحة ساخراً ( إذا كانت فرنسا مصممة على الاعتراف بدولة فلسطينية فلتقتطع جزءاً من الريفييرا وتعطيه لهم ) كما أكد أن بلاده لن تشارك في مؤتمر السلام الذي دعت إليه فرنسا والسعودية والمقرر عقده في حزيران الجاري

وتابع تصريحاته قائلا لن ( نكون جزءاً من هذه الخدعة ) وأن أي محاولة لفرض الاعتراف بدولة فلسطينية في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة تعد ضغط غير مرحب به على دولة ذات سيادة وانه يأمل أن تعيد فرنسا النظر بمبادرتها وعن العلاقات  الأمريكية الإسرائيلية شدد هاكابي على أنها متينة ولا يمكن تمزيقها وأنها تمثل شراكة استراتيجية تتجاوز الصداقة أو التحالف وهي مبنية على تبادل عميق للمعلومات الأمنية والعسكرية يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا في وقت سابق إلى سيطرة بلاده على قطاع غزة وجعله ريفييرا الشرق الأوسط

أما بخصوص الحرب على غزة فقد اتهم هاكابي حركة حماس بإطالة أمد الحرب والمعاناة وكان يمكن أن تنتهي فوراً لو سلّمت المحتجزين وغادرت غزة وان إسرائيل مستعدة لترحيل مقاتليها إلى المنفى بشرط الا يعودوا اليها بتاتا

الرئيس ماكرون هدد مؤخرا بتشديد الموقف ضد إسرائيل إذا لم يكن هناك استجابة مناسبة للوضع الإنساني وأن فرنسا قد تفكر في تطبيق عقوبات على إسرائيل وقد أكد في غير مرة أن الاعتراف بدولة فلسطين ليس مجرد واجب أخلاقي بل مطلب سياسي ضروري لتحقيق السلام في الشرق الأوسط وأن فرنسا ملتزمة بحل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني رغم قناعتنا المطلقة بان المبادرة الفرنسية المطروحة ما هي الا طريقة جديدة لخداع الشعب الفلسطيني لأنها في الواقع لن تكون هنالك دولة الا على شكل من محمية منزوعة السلاح مثل تلك التي أنشئت في امريكا للهنود الحمر والفرق هنا انها ستكون تحت وصاية إسرائيل أما فلسطين التاريخية فقد باعها الخونة لإسرائيل منذ اوسلو الخزي والعار

هكابي واحد من اكبر غلاة الفكر الصهيوني المتطرف في امريكا كان خيار ترامب المفضل حين اعلن ترشيحه في تشرين الثاني 2024 لمنصب سفير امريكا لدى إسرائيل والمعروف بدعمه الواسع للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة حيث كان يكرر علنا انه لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية وإنها يهودا والسامرة كما ةلا يوجد شيء اسمه مستوطنات وهي مجتمعات وأحياء ومدن ولا يوجد شيء اسمه ايضا اسمه فلسطيني او احتلال اسرائيلي وهو يبدي بشراسة معارضته لإقامة دولة فلسطينية ضمن الحدود الحالية لإسرائيل وقد انتقد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن بسبب ضغطه على إسرائيل عقب حربها على قطاع غزة وقد زار إسرائيل أكثر من 100 مرة خلال 50 عام ويعتبر وجود حكومتين تعملان على ارض اسرائيل بأنها فكرة غير واقعية وغير قابلة للتطبيق وأنه لن يدعم أبداً حل الدولتين الذي يتطلب تهجير المستوطنين كما جدد دعم بلاده لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة رغم الرفض الإقليمي والدولي الواسع لهذه الفكرة

في عام 2017 وضع هاكابي بيده حجر الأساس لإقامة حي جديد في واحدة من أكبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية القريبة من شرقي القدس كما يوصف بأنه أحد أشد المؤيدين لإسرائيل في المجتمع المسيحي الإنجيلي الامريكي منذ كان يعمل سابقا حاكم لولاية أركنساس بين عامي 1996 و2007

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال عن هاكابي بانه يسعى بإخلاص فريد لتعزيز العلاقات الاسرائيلية مع المسيحيين الإنجيليين في الولايات المتحدة اما وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر فقد وصفه بالصديق الوفي والمحب لإسرائيل واحد الشخصيات المؤثرة في الساحة السياسية والإعلامية في امريكا كما عرف بدعمه لعدد من القضايا أبرزها تعزيز العلاقات مع إسرائيل ونقل السفارة الأميركية إلى القدس وفي ثمانينيات القرن العشرين

وقد نظّم عدة رحلات سياحية مسيحية إلى إسرائيل، للتعبير عن دعمه لأنشطة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية وغزة حيث تجنب في برامج رحلاته زيارة مدينة بيت لحم مسقط رأس المسيح والتي يسكنها الفلسطينيون بشكل كامل تقريبا وكان من اكبر المدافعين عن اتفاقيات أبراهام التي يعتبرها خطوة محورية نحو تحقيق السلام في الشرق الأوسط ولا زال الأكثر استعداداً للاستنفار من أجل دعم الجماعات اليهودية التي تطالب بتدمير الأقصى وكان على رأس آلاف المستوطنين الذين اقتحموا مدينة نابلس شمال الضفة الغربية بحجة أداء الصلوات داخل موقع يدعي اليهود أنه يضم قبر النبي يوسف وطالب الحكومة الإسرائيلية بتغيير الوضع القائم في نابلس وغيرها من المدن الفلسطينية بحيث يتمكن اليهود من الدخول والوصول إلى الأماكن المقدسة الخاصة بهم بكل حرية

هاكابي ظل يتبنى فكر و نهج قوي مؤيد لإسرائيل عبر تصريحاته المشينة المذيلة بلغة فجة ووقحة كان يردد سردية الاحتلال الفاشي المتنكرة لحقوق الفلسطينيين في أرضهم ومقدساتهم وحريتهم وتقرير مصيرهم وتحقيق استقلالهم كما بقي يقدم الغطاء السياسي لجرائم حكومة نتنياهو الإرهابية في مساعيها الوحشية لفرض واقع الإبادة الجماعية الوحشية والتهجير القسري ويناصر انتهاكات الاحتلال الفاضحة للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة وبما يؤكد مجددًا الانحياز الأمريكي الكامل للاحتلال الصهيوني ونهجه الاستعماري التوسعي

تأمل يبدو أن تصريحات الارهابي ارئيل شارون كانت صادقة عندما قال نحن نحكم امريكا وما تصريحات وزير خارجية امريكا بلينكن عندما اتى لفلسطين المحتلة وقال بأنني جئت كيهودي وليس كأمريكي ببعيدة عنا والسياسة الأمريكية ستبقى مصدر دمارنا وسفك دماءنا بدون أدني شك والتاريخ يشهد ويتكلم

لا أدري ما إذا كان هذا السفير المتغطرس قد شاهد عودة الغزيين إلى أراضيهم في مشهد مهيب ومرعب ومعبر وواضح يجسد الإرادة الحديدية الصلبة لشعب غزة الأبي الشجاع الذي يتمسك بارضه ووطنه بأيمان لا يتزعزع ولا يرضى بكل الدنيا عنهما بديل فلا دبابة ولا مدفع ولا إسرائيل ولا أمريكا قادرة على أن تقلعهم من جذورهم فالشعب الفلسطيني في غزة والضفة هو البطل الحقيقي في هذه الحرب الضروس التي يشنها المجرم نتنياهو وقياداته الحمقاء ومن ورائهما القوة الأمريكية الغاشمة الظالمة ولا أعرف ايضا ما إذا كان هذا الدبلوماسي الارعن قد قرأ تاريخ القضية الفلسطينية أو حتى عرف كيف نشأ كيان الاحتلال بعد الحرب العالمية الثانية وهل فكر يوما بأسرار المؤامرة الدولية القذرة التي حيكت لفلسطين وشعبها

ليس جديد ولا غريب ما تقيأ به هذا المجرم فالطيور على اشكالها تقع وهو يتساوق مع رؤى التيار اليميني المتطرف في كيان الاحتلال الذي يقوم بحملات الكلاب المسعورة في مهاجمة الرئيس الفرنسي ماكرون ويصفون تصريحاته بالحملة الصليبية ضد الدولة اليهودية خاصة بعدما أعلن احتمال اعتراف باريس بدولة فلسطين خلال المؤتمر الدولي حول حل الدولتين في نيويورك منتصف حزيران الجاري برئاسة مشتركة من السعودية وفرنسا حيث صوتت في أيار 2024 الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الاستثنائية العاشرة لصالح مشروع قرار يدعم طلب فلسطين الحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة وتعترف حتى الان 149 دولة بفلسطين من أصل 193 دولة عضو بالأمم المتحدة

ايها السفير هاكابي صعلوك الصهيونية المدافع عن السراب اليهودي في فلسطين المحتلة بكل حمق انت لست رجل دبلوماسي بل جاسوس إسرائيلي على المكشوف خذ الصهاينة احبابك وأعدهم الى أوروبا وأمريكا هذا حل اسهل و اسرع فلسطين ليست ملكا لك ولا لبلدك لتهديها للغرباء القويم وبإمكانك ان تهدي صهاينتك قطعة من وطنك الامريكي فهو قارة واسعة وبذلك تخلصنا من شرك وشرورهم

اختتم بعد كل هذا الانحطاط والهراء المفضوح نناشد المجتمع الدولي وكل أحرار العالم بأن يرفعوا اصواتهم ضد هذه جريمة الابادة الجماعية والتجويع والتدمير الممنهج وأن يقفوا مع غزة وأهلها أن يدركوا أن القضية ليست مجرد أزمة إنسانية بل معركة وجود وأن غزة سوف تبقى عصية على الانكسار وسيظل الفلسطيني في أرضه شوكة في حلق الاحتلال مدعوماً بأمته وأحرار العالم حتى يتحقق النصر وتُرفع راية الحرية فوق كل شبر من أرض فلسطين وعاصمتها القدس

كاتب وباحث مختص في الشؤون السياسية
[email protected]





عدد المشاهدات : (5062)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :