رم - د. لينا جزراوي
بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين، احتل الأردن المرتبة الأولى عالميًّا في نسبة انتشار التدخين بين فئة الشباب. ويا للأسف، إذ كنا نأمل أن يكون هذا المركز في مجالات أكثر نُبلاً، كالبحث العلمي، أو نبذ التمييز، أو التفوّق الرياضي، أو تنمية عادة القراءة.
إن تفشّي ظاهرة التدخين بين الشباب، ولا سيما تدخين السجائر الإلكترونية، بات مشهدًا يوميًّا مألوفًا، خاصة بين المراهقين والمراهقات. وفي محاولة لفهم دوافع هذا السلوك، تبرز البُنية الثقافية باعتبارها عاملًا رئيسًا لا يمكن تجاهله.
ففي بعض الأوساط المجتمعية، يُنظر إلى تدخين الذكور على أنّه رمزٌ للرجولة والنضج، حتى ليُعاب على الشاب ألّا يُدخّن أمام أقرانه، وتُمارَس عليه ضغوطٌ متواصلة لتجربة التدخين، وغالبًا ما تنجح تلك المحاولات.
أما بالنسبة للإناث، فإن الإقبال على التدخين قد يُفسَّر بوصفه شكلًا من أشكال التمرّد على ثقافة تُجرّم تدخين المرأة وتعتبره عيبًا اجتماعيًّا جسيمًا.
وفي الحالتين، يبدو التدخين لدى الذكور والإناث على حدّ سواء، وسيلةً للتعبير عن التحرّر من قيود الأسرة، وتعليماتها الصارمة، وضغوط المجتمع.
لا شكّ أن لهذه الظاهرة أبعادًا ثقافية وقيمية، غير أن الأخطر يكمن في انعكاساتها الصحية الخطيرة على الأجيال الناشئة. والسؤال المطروح اليوم بإلحاح: ما الذي يمكن فعله لمواجهة هذه الظاهرة والحدّ منها؟ وكيف نرفع منسوب الوعي بخطورتها بين صفوف الشباب والفتيات، حمايةً لمستقبلهم، وضمانًا لمجتمع أكثر وعيًا وصحة؟ هذا جرس إنذار خطير يستدعي تدخّلًا عاجِلًا على مُستوى الدولة واصحاب القرار ، والجهات الأكاديميّة ، والإعلاميّة، والصحيّة .
وفورًا