رم - د. أكرم مشرف الدهيم
تعكف وزارة الشباب خلال الفترة المقبلة على الشروع بإعداد الخطة الاستراتيجة الوطنية للشباب فما الذي يريده الشباب الأردني من استراتيجيته الجديدة؟
مع دخول الاستراتيجية الوطنية للشباب (2019–2025) مراحلها الأخيرة، بدأت النقاشات تدور بين الأوساط الشبابية حول ما يجب أن تحققه الاستراتيجية الجديدة، وما هو المأمول منها كي تكون متوائمة مع تطلعاتهم و ألا تكون مجرد وثيقة نظرية متفائلين بقيادتين شابتين للوزاره ممثله بوزيرها وأمينها الشابين لتلبية طموحاتهم، ومُعالجة التحديات التي يواجهونها بواقعية وشفافية آملين في أن تكون الاستراتيجية الوطنية للشباب الجديدة منصة حقيقية للتمكين والمشاركة والإسهام في بناء مستقبل أفضل للشباب وللوطن.
إن الشباب الأردني اليوم يعيش في بيئة متغيرة ومتسارعة، محاطين بتحديات اقتصادية، وتحولات اجتماعية، وقيود سياسية، تجعلهم أكثر حاجة إلى استراتيجية وطنية حقيقية تعبر عنهم، وتستجيب لإحتياجاتهم، لا أن تُفرض عليهم من فوق.
إذا فما هو المطلوب من هذه الاستراتيجية؟
أولًا : إعادة ثقة الشباب بمؤسستهم .
يعاني الشباب من فجوة ثقة عميقة مع المؤسسات الرسمية بالعموم ووزارة الشباب بالخصوص(كما اتضح في نسب المشاركة في برامج الوزارة) فالقرارات لم تراعي أولوياتهم، والبرامج تُنفذ دون إشراكهم الحقيقي. لهذا فإنهم يريدون استراتيجية تقوم على الشفافية و برفع الوصاية والرعوية عنهم وافساح المجال لهم للمشاركة الحقيقية في صياغتها منذ لحظة التخطيط ثم البناء وصولاً للتقييم والتقويم بمشاركة حقيقية لا رمزية، وهو ما يعيد الثقة المفقودة.
ثانيًا: التمكين الاقتصادي
يتطلع الشباب إلى استراتيجية توفر تمكينًا اقتصاديًا حقيقيًا، ببرامج تشغيل ملموسة ودعم لريادة الأعمال، وتوازن حقيقي بين التعليم وسوق العمل تكون هذه الاستراتيجية اليد الطولى فيها بمواءمة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل و برامج تدريبية متخصصة تُعزز مهاراتهم وتفتح أمامهم آفاقًا جديدة للتوظيف.
ثالثًا: الشراكه الحقيقية وتحمل المسوؤليات
ان المطلع على الاستراتيجيتين المنصرمتين يجد ان الوزارات والمؤسسات الوطنية الشريكة في تنفيذ محاورها كانت بعيده كل البعد عن تحمل المسؤولية ولعبة دور المتفرج فيها بدلا من ان نراها آخذه على عاتقها مسوؤلياتها في المستهدفات والمخرجات .
رابعًا: المشاركة السياسية الفاعلة وبناء جسور الثقة
رغم الجهود المبذولة لتشجيع الشباب على الانخراط في الحياة السياسية ، إلا أن العديد منهم يشعرون بضعف التمثيل الحقيقي ويطالبون بمزيد من الشفافية والفرص للمشاركة الفاعلة آملين في بناء جسور تواصل فعّالة تُعيد الثقة وتُعزز من مشاركتهم في تطوير السياسات والبرامج التي تمس حياتهم اليومية
خامسًا : حضانة ريادة الأعمال و الابتكار
يتطلع الشباب إلى استراتيجية داعمة للابتكار، من خلال تسهيلات مالية وإجرائية تُحفزهم على إطلاق مشاريعهم الخاصة، وتُسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة ومستنده الى وحدة دعم فني متخصصة في وزارة الشباب بالتعاون مع الوزارات المعنيه لتقديم الدعم لمشاريعهم الناشئه.
سادسًا : تطوير التعليم المهني والتقني
تحديث المناهج التعليمية، وإدماج التدريب المهني والتقني، بما يُلبي احتياجات السوق ويُعزز من فرص الشباب في الحصول على وظائف لائقة ذات استدامه (ليست موسمية).
سابعًا : المتابعه والتقييم والتقويم
يريد الشباب في استراتيجيتهم القادمه المرونة والاستجابة وعدم الجمود بوجود وحده فنية متخصصة لهذا الشأن من متابعة تنفيذها واستدامتها بتقييم دوري لمحاورها ومستهدافاتها المستنده الى مؤشرات اداء واقعية قابلة للقياس ، إن هذه الوحده الفنية معنيه بإخراج تقارير دوريه ليس فقط للمتابعة او حتى للتقييم و لكن لتقويم وتصحيح هذه الاستراتيجيه خلال تطبيقها حسب التقارير بما يتوائم مع المستجدات و نتائج مؤشرات الاداء.
ختامًا
إن الشباب الأردني يتطلعون إلى استراتيجية تُلبي طموحاتهم، وتُعالج التحديات التي تواجههم بواقعية وشفافية. ويأملون في أن تكون الاستراتيجية الوطنية للشباب منصة حقيقية للتمكين والمشاركة، تُسهم في بناء مستقبل أفضل لهم وللوطن.
وللحديث بقيه...