رم - بلال حسن التل
الأصل ان المؤتمر اداة تستخدم لإتخاذ موقف او لمناقشة قضية او مشكلة لإيجاد حل لها. وبعد المؤتمر يبدأ العمل لحل المشكلة، على ضوء مخرجات المؤتمر.
في بلدنا انعكست الأمور فصار انعقاد المؤتمر غاية في حد ذاته، لأن الهدف من عقد المؤتمرات في معظم الحالات- الا من عصم ربي-، هو بناء شبكة من العلاقات العامة، لتلميع شخص بعينه، لذلك صرنا نرى بعض المؤتمرات في بلدنا تتحول الى مهرجانات خطابية، وصرنا نرى في بلدنا ان الكثير من القائمين على المؤتمرات يحرصون على حشد مجاميع من الناس ليسوا من اهل الاختصاص والعلاقة المعرفية بموضوع المؤتمر، وليس بينهم علاقة اختصاص، او رابط فكري او تنظيمي، لأن الهدف من المؤتمر ليس الوصول الى حلول لمشكلة محددة، لكن الهدف هو تسويق شخص ما، اوتبرير مصاريف تمويل اجنبي.
ولأن الهدف ليس مناقشة مشكلة لابجاد حلول لها، فغالبا مايتم اللجؤ الى عناوين فضفاضه للمؤتمرات في بلدنا ، لذلك تكثر فيه المؤتمرات ذات العناوين السياسية،ومثل عناوين تمكين المرأة والشباب حتى اننا فرغنا المشاريع السياسية وصارت المؤتمرات حول المرأة اوالشباب مملة فارغة من مضامينها من كثرة الثرثرة التي ثرثرناها حولها. فالسياسية ومثلها قضايا المرأه والشباب في بلادنا كلام فضفاص لا مقايس لتحديد مدى صدقيته وواقعيته، بعكس الاقتصاد او الصحة مثلا، حيث الارقام والمعادلات.
ومن عيوب المؤتمرات في بلدنا ايضا انها تتعتمد ان يكون المتحدثين الرئسيين فيها من لون واحد، مما يجعل الرؤية احادية، ويزيد الطين بلة عندما يكون هؤلأ المتحدثون مسؤولون مازالوا في مواقعهم الرسمية، وقد دعوا لمراكزهم الوظيفية لا لفكرهم، عندها يصبح المؤتمر منبرا للتسويق، فلا مشكلة فالهدف من المؤتمر تسويق وعلاقات عامة لا حل مشكلات؟.