رم - دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى قمة ثلاثية مع الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في إطار سعيه لدفع موسكو لإيقاف عمليتها العسكرية التي بدأت قبل ثلاث سنوات.
وسارع الكرملين الأربعاء، إلى استبعاد عقد الاجتماع هذا، ما لم يتم التوصل إلى اتفاقات "متينة".
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن "اجتماعا كهذا يجب أن يكون نتيجة اتفاق متين يتوصل إليه الوفدان" الروسي والأوكراني.
وسبق للرئيس الروسي أن رفض الدعوات للقاء زيلينسكي في تركيا في وقت سابق هذا الشهر فيما أفاد الكرملين.
في الأثناء، أعرب الرئيس الأميركي عن انزعاجه من بوتين وزيلينسكي؛ لفشلهما في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب.
وقال زيلينسكي في تصريحات نشرت الأربعاء: "إذا لم يكن بوتين مرتاحا لاجتماع ثنائي، أو إذا كان الجميع يفضلون أن يكون الاجتماع ثلاثيا، فلا مانع لدي. أنا مستعد لأي صيغة".
وأكد أنه "مستعد" لاجتماع بين "ترامب، بوتين وأنا" داعيا واشنطن إلى فرض حزمة عقوبات مشددة على قطاعي الطاقة والمصارف الروسيين.
وقال: "ننتظر العقوبات من الولايات المتحدة الأميركية".
وأضاف: "أكد ترامب أنه ما لم تتوقف روسيا، فسيتم فرض عقوبات. ناقشنا جانبين رئيسيين معه: الطاقة والنظام المصرفي. هل سيكون بإمكان الولايات المتحدة فرض عقوبات على هذين القطاعين؟ أرغب كثيرا بأن يتم ذلك".
وبدا الرئيس الأوكراني في وقت سابق وكأنه ممتعض من واشنطن؛ لعدم إعلانها عقوبات جديدة على موسكو بعدما رفضت روسيا مناشدة غربية منسقة لوقف فوري لإطلاق النار.
وفي نهاية الأسبوع، وصف ترامب الرئيس الروسي بـ"المجنون" بعدما أدت موجة قصف روسي كبيرة إلى مقتل 13 شخصا في أنحاء أوكرانيا.
وواصل التنديد بالرئيس الروسي الثلاثاء.
وقال على شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال"، "ما لا يدركه فلاديمير بوتين هو أنه لولا تدخلي، لكانت حدثت الكثير من الأمور السيئة للغاية لروسيا"، مضيفا "إنه يلعب بالنار!"
روسيا "تحشد" قواتها
ورغم الجهود الدبلوماسية التي قادتها الولايات المتحدة على مدى شهور، لا يبدو الطرفان أقرب للتوصل إلى اتفاق يضع حدا للحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، وتسبب بها الهجوم الروسي في شباط 2022.
وقتل عشرات آلاف الأشخاص وتعرّض الجزء الأكبر من شرق أوكرانيا وجنوبها لدمار كبير فيما بات الجيش الروسي يسيطر على نحو خُمس الأراضي الأوكراني، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.
وتم تعليق الرحلات في مطارات موسكو الدولية الثلاثة لساعات خلال الليل بسبب القصف، بحسب ما أفادت السلطات.
وذكرت أوكرانيا أن روسيا أطلقت أكثر من 900 مسيرة خلال ثلاثة أيام حتى الاثنين. وقتل 13 مدنيا في هجمات الأحد، بينهم ثلاثة أطفال.
وميدانيا، أفاد زيلينسكي بأن روسيا "تحشد" أكثر من 50 ألف جندي عند خط الجبهة حول منطقة سومي الحدودية (شمال شرق) حيث سيطر الجيش الروسي على عدد من القرى في وقت يسعى لإقامة ما وصفه بوتين بأنه "منطقة عازلة" داخل الأراضي الأوكرانية.
وأعلنت روسيا الأربعاء سيطرتها على قرية في منطقة سومي.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن قواتها سيطرت على قرية كوستيانتينيفكا القريبة من حدودها بعدما أعلنت الاثنين سيطرتها على قريتين في هذه المنطقة.
كذلك، لفت زيلينسكي إلى أن أوكرانيا لم تتسلم بعد "مذكرة" وعدت بها روسيا بشأن مطالبها في ما يتعلق بالسلام.
واتّهمت أوكرانيا روسيا بتعطيل عملية السلام بعد أول محادثات مباشرة منذ أكثر من ثلاث سنوات بين مفاوضين من الجانبين عُقدت في إسطنبول في وقت سابق هذا الشهر.
ومن المقرر أن يزور زيلينسكي ألمانيا الأربعاء؛ لعقد محادثات مع المستشار فريدريش ميرتس الذي تعهّد بتقديم دعم كبير لكييف في حربها ضد روسيا.
وأوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء، بأنه سيتم قريبا إعلان تفاصيل الجولة الثانية من المفاوضات.
أ ف ب