أحمد الصفدي في عيد الاستقلال: بين الرمزية السياسية وتحديات الواقع


رم - بقلم: ماجد ابو رمان

في مناسبة وطنية بحجم عيد الاستقلال الأردني، يترقب المواطنون كلمات المسؤولين لا باعتبارها مجرد طقوس احتفالية، بل بوصفها مرايا تعكس مواقف الدولة واتجاهاتها السياسية في اللحظة الراهنة. من هذا المنطلق، جاءت كلمة رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي محمّلة برسائل متعددة، بعضها مباشر، وبعضها الآخر مضمر لكنه بالغ الدلالة.

مما يعكس احتفاء تقليدي… ولكن برسائل متجددة

الافتتاحية التي شدد فيها الصفدي على “الولاء للقيادة الهاشمية والانتماء للوطن” تكرّس الثوابت السياسية التي لطالما شكّلت العمود الفقري للخطاب الرسمي الأردني. لكن ما يلفت الانتباه هو التوازن الذي حاول الصفدي الحفاظ عليه بين الاحتفاء التاريخي وبين معالجة التحديات الآنية.

و ربما يكون أكثر ما يلفت في كلمة الصفدي هو إعادة الثقه في مجلس النواب وحمله رسالة تعزيز الدور النيابي
.

ومن الملفت أن كلمة الصفدي لا تخلو أيضًا من البُعد الرمزي الذي عادة ما يلجأ إليه الخطاب السياسي في المناسبات الوطنية: “بعبارات رغم تكرارها المعتاد، تظل حاضرة بقوة في خطاب الدولة، لما لها من قدرة على شحن المشاعر، والتأكيد على القيم المشتركة، لا سيما في أوقات التحديات الاقتصادية والسياسية.

ومن خلال قرائتي الشخصيه لما بين السطور

إن كلمة الصفدي تصلح لأن تُقرأ على مستويين:
• الأول مباشر: وهو تأكيد الولاء، واستعراض المنجزات، والدعوة للعمل الوطني.
• الثاني أعمق: محاولات متكررة لإعادة الثقة بالمؤسسات، والتأكيد على أن التحديات ليست غائبة عن أعين الدولة، لكنها تتطلب التزامًا وطنيًا شاملًا لتجاوزها

كما أن ما بين السطور حاول في كلمتة وفي مناسبه كعيد الاستقلال ساقنا الصفدي لقراءة مشهد سياسي يحاول أن يوازن بين الثابت والمتغير، بين الوفاء للإرث الهاشمي، والانفتاح الحذر على متطلبات الإصلاح والشفافية. وهي محاولة جديرة بالاهتمام، لكنها في نهاية المطاف مرهونة بالفعل

أبدع الصفدي عندما احتلت الإشادة بالأجهزة الأمنية موقعًا متقدمًا في كلمة الصفدي، حيث أكد أنها “درع الوطن وسياجه المتين، بما قدمته وتقدمه من جهود لحماية الأردن وأمن مواطنيه”. هذا الامتداح ليس مجاملة بروتوكولية، بل يحمل في طياته رسالة مزدوجة:
• من جهة، هو تثبيت للثقة العامة في المؤسسات الأمنية في ظل التحديات الإقليمية والداخلية.
• ومن جهة أخرى، هو تعبير ضمني عن أن الاستقرار السياسي الذي يفاخر به الأردن، لم يكن ممكنًا دون هذه المنظومة.

عندما تحدث الصفدي عن الشهداء، لم يكتف بالإشارة إلى تضحياتهم، بل ربطها بالسردية الوطنية الجامعة، مؤكدًا أن “استقلالنا ما كان ليتحقق لولا تضحيات رجال حملوا أرواحهم على أكفهم، دفاعًا عن تراب الأردن وكرامة شعبه”.

هذه الإشارات، على بساطتها، تؤدي وظيفة وطنية عميقة:
• تعزز من رمزية الشهادة بوصفها قيمة عليا يتشارك في احترامها الأردنيون على اختلاف مشاربهم.
• وتعيد تأكيد الرابط العاطفي بين الدولة ومواطنيها، خصوصًا في وقت تتصاعد فيه الأصوات الناقدة لأداء المؤسسات
لقد أثبت الصفدي أن السياسي فعل
لاخطاب.
ونهاية علينا جميعا أن نعترف أن الصفدي ظاهره برلمانيه لا تتكرر كثيراً





عدد المشاهدات : (5999)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :