بقلم: سالم أحمد الحوراني
في زمن يندر فيه الثبات على المبادئ، يبرز اسم دولة الدكتور عبد الرؤوف الروابدة كأحد أعمدة الدولة الأردنية، ورجالاتها الكبار الذين طبعوا الحياة السياسية والإدارية ببصمتهم الصادقة، وعقولهم الراجحة، وقلوبهم النابضة بالانتماء.
وُلد الدكتور الروابدة في مدينة إربد، وارتبط اسمه بها كما ارتبطت المدينة بتاريخ الأردن الحديث. فمنذ بداياته الأولى في العمل العام، أثبت نفسه كمثقف ملتزم، ووطني لا يساوم، وإداري فذّ يتمتع برؤية استراتيجية عميقة جعلته في مقدمة صانعي القرار ومؤثريه.
"الروابدة" الرجل الذي لا يُساوِم على الثوابت
ما يميز الدكتور الروابدة، ليس فقط كثافة خبراته أو تنوع المناصب التي شغلها، بل شجاعته في التعبير عن رأيه، وتمسكه الصلب بالثوابت الوطنية والهوية الأردنية. لم يكن يومًا سياسيًا عابرًا، بل رجل مواقف، لا يخشى أن يقول ما يؤمن به، ولو خالف التيار. وهذه الصفة جعلته موضع احترام حتى لدى خصومه السياسيين.
"الروابدة" خبرة تراكمية عابرة للمجالات
تنقل الدكتور الروابدة بين مواقع المسؤولية بتنوعها، فكان وزيرًا، ورئيسًا للوزراء، وعضوًا في مجلسي النواب والأعيان، ورئيسًا لمجلس الأعيان لاحقًا. في كل موقع، أثبت أن الإدارة ليست مجرد منصب، بل مسؤولية أخلاقية ومهنية تستند إلى المعرفة والانضباط.
أشرف على ملفات حساسة، واتخذ قرارات إصلاحية في ظروف صعبة، وكان دومًا مدافعًا عن مصالح الوطن، بصوت صادق وطرح عقلاني، حظي بتقدير مختلف شرائح المجتمع.
"الروابدة" قريب من الناس. بعيد عن التكلّف
رغم رتبته السياسية الرفيعة، بقي الدكتور الروابدة قريبًا من الناس، يتحدث بلغتهم، ويشاركهم همومهم. لم تغره المظاهر ولا المواقع، بل كان يرى أن موقع المسؤولية تكليف لا تشريف، وهذا ما جعله محبوبًا في الأوساط الشعبية والنخبوية على حد سواء.
"الروابدة" صوت الحكمة في زمن الضجيج
في كل مناسبة يُستَضاف فيها الدكتور الروابدة، يظهر عمق ثقافته، وثراء تحليله، وجرأة منطقه. لا يجامل، ولا يبحث عن التصفيق، بل يضع الإصبع على الجرح، ويقدم الحلول الواقعية المبنية على التجربة الطويلة، والمعرفة المتعمقة بمؤسسات الدولة وطبيعة المجتمع الأردني.
"الروابدة" قدوة للأجيال
إن الحديث عن الدكتور عبد الرؤوف الروابدة، ليس مدحًا بقدر ما هو شهادة في رجل نذر عمره لخدمة وطنه، بشرف وكفاءة ونزاهة. هو مدرسة في الإدارة والسياسة، ومرجعية في الوطنية الحقيقية. وهو اليوم، بعد عقود من العطاء، يبقى حاضرًا في الوجدان الأردني، ومثالًا يُحتذى للأجيال القادمة من الشباب الطامحين لخدمة الوطن بضمير حي وإرادة صلبة
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |