رم - بقلم الدكتور محمد العشي
في الخامس والعشرين من أيار، لا يحتفل الأردنيون بذكرى فحسب، بل يحيون عهدًا متجددًا من الكرامة والسيادة. إنه يوم الاستقلال، اليوم الذي ارتفعت فيه رايات العز، وسُطرت فيه أولى حروف المجد الأردني بإرادةٍ حرة وقيادةٍ هاشميةٍ واعية، ليُعلن ميلاد الدولة الأردنية الحديثة.
لقد شكّل عام 1946 لحظةً فارقةً في تاريخ الأردن، حيث رُفع اسم المملكة عاليًا بين دول العالم، بجهود رجال صدقوا العهد، وقيادة هاشمية آمنت بحق الشعوب في تقرير مصيرها. ومنذ ذلك الحين، أصبح الاستقلال عنوانًا لمشروع وطني شامل، جمع بين الأصالة والمعاصرة، واستند إلى مبادئ ثابتة: الوحدة، العدل، الكرامة، والانتماء.
نستذكر في هذا اليوم تضحيات الأجداد الذين غرسوا جذور السيادة في تراب الوطن، وننظر إلى الحاضر بعين الرضا لما تحقق من إنجازات رغم التحديات. فالأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله، خطّ مسيرة ثابتة على درب التحديث والإصلاح، مجددًا روح الاستقلال بما يتناسب مع متغيرات العصر وتطلعات الأجيال.
وقد شكّل جلالته، عبر مواقفه الحكيمة في المحافل الدولية، صوتًا عاقلًا في زمن التشتت، حاملاً لواء الدفاع عن قضايا الأمة، ومُجسِّدًا لنهج الحسين، طيّب الله ثراه. ويبرز إلى جانبه سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، صورة مشرقة للشباب الأردني الطموح، وسندًا واعدًا في مشروع النهضة الوطنية المستدامة.
ولا يكتمل الحديث عن الاستقلال دون الإشادة بدور الأسرة الهاشمية التي لم تنفصل يومًا عن نبض الشارع الأردني، فكانت قريبة من الناس، تشاركهم همومهم وأفراحهم، وتؤكد برسائلها اليومية أن الحكم عند الهاشميين تكليف لا تشريف، ومسؤولية لا مجرد سلطة.
في عيد الاستقلال التاسع والسبعين، نجدد العهد مع الوطن، ونستذكر أن الاستقلال ليس نهاية الطريق، بل بدايته. هو محطة للتقييم، وبوصلة للمراجعة، ودعوة للعمل الصادق كي يبقى الأردن كما كان دائمًا: وطنًا يصنع الأمل، ويُبقي رايته خفّاقة رغم كل العواصف.
وفي ظل المتغيرات العالمية المتسارعة، يبقى الأردن نموذجًا للدولة الراسخة في مبادئها، والمتجددة في أدواتها، والتي تسير بثقة وثبات، مستندة إلى التفاف شعبها حول قيادتها.
كل عام والاستقلال في قلب كل أردني حر.
كل عام والأردن أقوى، والراية الهاشمية أسمى، والولاء لجلالة الملك عبدالله الثاني، وسمو ولي عهده، والأسرة الهاشمية المباركة، دائم لا يلين.