كتب عبد الرحمن خلدون شديفات
في خضم التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة، يُعيد الأردن التأكيد على ثوابت سياسته الخارجية ومبادئه الراسخة التي تحكم تفاعلاته مع مختلف الأطراف. ليست هذه الثوابت مجرد شعارات، بل هي مرتكزات عملية تترجم إلى مواقف واضحة وحاسمة، ترسم حدود التعامل وتحدد مسار العلاقة مع المملكة.
يؤكد الأردن باستمرار على أنه ليس طرفاً يسعى لافتعال الأزمات أو التصعيد غير المبرر. إن سياسته قائمة على الحكمة والاتزان والسعي نحو الاستقرار الإقليمي. لكن هذا المسعى نحو السلام لا يعني بأي حال من الأحوال التنازل عن حق المملكة الأصيل في حماية سيادتها وأمنها الوطني.
في رسالة لا تقبل التأويل، يوضح الأردن أن الاقتراب من "سوره المنيع" - في إشارة إلى حدوده وسيادته الوطنية - هو خط أحمر سيتم التعامل معه بمنتهى الحزم والقوة. إن أي محاولة لتجاوز هذه الحدود أو المساس بالأمن الوطني الأردني، كائناً من كان مصدرها، ستواجه برد فعل حاسم يهدف إلى "هدم أركان" أي تهديد قبل أن يتمكن من النيل من استقرار المملكة.
تنطلق السياسة الأردنية من مبدأ الاحترام المتبادل والندية. فالمملكة تحترم من يُبدي احتراماً لها ولسيادتها ومصالحها. وفي المقابل، فإنها لا تتردد في التعامل بحزم مع من يتجاوز هذه الحدود أو يُظهر سلوكاً غير محترم تجاه الدولة الأردنية ورموزها. إن "تأديب غير المحترم بما نراه مناسباً" ليس تهديداً، بل هو تأكيد على حق الدولة في الدفاع عن كرامتها وهيبتها باستخدام الأدوات المشروعة التي تراها ضرورية.
يُدرك الأردن أهميته الاستراتيجية ودوره المحوري في المنطقة. وهي أهميةٌ تحظى بتقدير واسع لدى مختلف الأطراف الدولية، بما في ذلك القوى الكبرى على اختلاف توجهاتها مثل الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة. هذا الإدراك لأهمية الأردن يمنحه موقع قوة في التعامل، ويجعله في غنى عن ممارسة سياسة التزلف أو الانحياز غير المبرر لأي طرف على حساب مصالحه الوطنية.
إن مواقف الأردن ليست رهناً للضغوط أو الإملاءات. "لا ندفع ولا ندافع" عبارة تلخص استقلالية القرار الأردني؛ فالمملكة لا تشتري المواقف ولا تبيعها، ومواقفها ثابتةٌ ومبنيةٌ على مصالحها الوطنية ومبادئها الراسخة، وهي مواقف تشهد عليها الساحة الدولية وتاريخ الأردن في التعامل مع مختلف الأزمات والتحديات.
وفي رسالة حاسمة موجهة لمن يتناول الشأن الأردني بسوء أو تشويه، يؤكد الأردن أن المساس بسمعته أو النيل من كرامته الوطنية عبر الكتابات المسيئة هو أمر لن يتم السكوت عنه. إن "انتزاع الكرامة" هنا هو تعبير مجازي عن أن الدولة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام حملات التشويه أو الإساءة التي تستهدف النيل من هيبتها ومكانتها، وسوف تتخذ الإجراءات اللازمة للرد عليها وحماية صورتها الوطنية.
فإن الرسائل الأردنية واضحة ومتسقة: سيادة المملكة خط أحمر لا يُمس، أمنها الوطني أولوية قصوى، ومواقفها مبنية على الاحترام المتبادل واستقلالية القرار. إنها رسائل حزم وثقة بالنفس، تؤكد أن الأردن، بوعي قيادته وقوة شعبه، قادر على الدفاع عن مصالحه وكرامته في وجه أي تحدٍ.
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |