رم - بلال حسن التل
لأن الوقت وقت تحديث اقتصادي وتطوير اداري، فانه يحتاج الى اعلام متخصص يحمله، وينشر فكره، ويبني القناعات حوله، ويدفع الناس الى التفاعل مع معطيات التحدث والتطوير.
هذا النوع من الإعلام كانت تمثله دائرة التدريب والإعلام التنموي، الذي تم اغتيالها على مراحل حتى اختفت عن الوجود على اهمية دورها في بناء فكر التنمبة و التحديث.
كانت دائرة التدريب والإعلام التنموي دائرة مستقلة ترتبط مباشرة بوزير الإعلام، وكان اشد وزراء الإعلام ايمانا بدورها ودعما لها المرحوم عدنان ابو عودة والسيدة ليلى شرف امد الله في عمرها،وبالرغم من عملي في الصحافة المكتوبة وبدائرتي الاخبار والبرامج في التلفزيون الاردني،ومديرا عاما لدائرة المطبوعات والنشر، فان من امتع مراحل عملي عندما كان لي شرف المساهمة في قيادة دائرة التدريب والإعلام التنموي، التي كانت متعددة
النشاطات الاعلامية في خدمة التنميه ونشر الفكر التنموي وثقافة التحديث، فكانت مديرية التدريب في الدائرة تتولى اعداد الإعلاميين المتخصصين في قضايا التنموية، كما كانت تعقد دورات تدريبية وتقيقية لقطاعات من المجتمعات المحلية لرفع ميتوى الوعي لديهم حول أهداف التنمية والتحديث،وكانت الكثير من الدورات التدريبية تعقدها الدائرة بالتعاون مع منظمات دولية كمنظمة اليونسكو واليونسف والصحة العالمية، وبمشاركة مدربين وخبراء عالميين، بعد ان نكون نحن من حدد حاجتنا الى التدريب في قطاع معين على ضؤ أهداف خطط التنمية، ومن واقع ما نلمسه في الميدان.
كذلك كنا ننتج برامج ومواد تلفزيونية تخدم اهداف التنمية والتحديث، وتسعى لتغير سلوكيات الناس للتوائم مع أهداف التنمية، ومن ذلك على سبيل المثال اننا انتجنا سلسلة برامج تحت مسمى (مهن مطلوبة) تلمسنا فيه احتياحات القطاعات المهنينة المختلفة في بلدنا الى الايدي العاملة الاردنية فركزنا عليها، وتمكنا ان نحدث فيها ثورة حذرية. من ذلك على سبيل المثال ان وزارة السياحة ممثلة بامينها العام في حينها مشيل حمارنة أخبرنا بأن هناك احجام من الاردنيين عن الالتحاق بكلية عمون الفندقية، وكذلك بالمهن الفندقية، وكانت غالبية هذه المهن تحتلها عمالة وفدة، مما يسبب هدرا اقتصاديا للاردن، فانتجنا سلسلة حلقات حول المهن الفندقية ومزياها المادية والاجتماعية، وقد عرضنا هذه الحلقات على شاشة التلفزيون الاردني التي كانت نسبة مشاهدتها مرتفعة، كما عرضنها في المدارس والكثير من التجمعات السكانية بواسطة الة العرض السينمائي المتحركة فكان لها ثأثير السحر حيث زاد عدد الراغبين بالالتحاق بكلية عمون الفندقية عن قدرتها الاستيعابية، وتزايد إقبال الشباب الاردني على المهن الفندقية. بالاضافة ال اننا انتجنا برامج حول المواقع السياحية للترويح للسياحة الاردنية.
ومن المهن التي احدثنا فيها انقلابا مهنة المضيف الجوي، بعد ان ابلغنا مدير العلاقات العامة في (عالية) وقتها منيب طوقان ان وجود الاردنيين يكاد يكون معدوما في طاقم المضيفين الجويين العاملين في (عالية) فانتجنا برامج حول المهن الجوية حتى اننا غادرنا مع احد رحلات (عالية) الى نيويورك لننقل للشباب الاردني مزايا ومتع عمل المضيف الجوي، وقد حدث ماهدفنا اليه وزاد إقبال الاردنيين على المهن الجوية.بعدان تم عرض برامجنا عن المهن الجوية بنفس طرق الغرض التي اشرت اليها سابقا.
كثيرة هي البرامج الإذاعية و التلفزيونية التي انتجناها في دائرة التدريب والإعلام التنموي بالتعاون مع مؤسسات الدولة لتحقيق أهداف التنمية والتحديث خاصة الإقتصادي والإداري والاجتماعي.
اما في مجال الإعلام المكتوب، فقد كان لدينا مجلة التنمية، التي شرفت برئاسة تحريرها،فقدكانت منبرا لكبار الكتاب في مجالات التنمية المختلفة، بهدف نشر فكر وثقافة التنمية، والتحديث، لذلك حرصنا على وجود مجلة التنمية في معظم المكتبات المدرسية في مختلف بقاع الاردن.
خلاصة القول في هذه القضية ان التحديث الإقتصادي،و التطوير الاداري وكذلك التحديث السياسي بحاجة الى رافعة اعلامية متكاملة مثل دائرة التدريب والإعلام التننوي التي تم وأدها لأسباب غيرمفهومة وغير مبررة، رغم تجدد حاجتنا لها اولمثلها.فهليتماعادتها؟.