( السلط تستحق إذاعة FM )


رم - بقلم:-عاطف أبوحجر
-في قلب الأردن النابض بالتاريخ والعراقة، تقف مدينة السلط شامخةً، تروي بفخر حكايات المجد والتجذر، وتستحق بجدارة أن يكون لها منبرها الإعلامي الخاص، إذاعة FM تحمل اسمها وتبث من روحها. مدينة السلط، التي كانت يومًا ما العاصمة الأولى للمملكة، ليست مجرد مدينة، بل هي ذاكرة وطن، ومهد حضارة، ومرآة للمجتمع الأردني الأصيل.
جغرافياً، تتربع السلط على تلال خضراء تُشرف على سهول الأردن الغربية، متوسطة الطريق بين العاصمة عمان ووادي الأردن. أما تاريخياً، فهي من أقدم المدن المأهولة، ذات جذور ضاربة في أعماق الحضارات المتعاقبة. وقد شهدت السلط أحداثاً مفصلية، وكانت دائماً في صلب الحراك الوطني والسياسي والاجتماعي.
القلعة العثمانية التي تزين أعالي المدينة، والبيوت التراثية التي تفترش وسطها القديم، والمواقع الأثرية والدينية التي تحكي قصص الأجيال، كلها شواهد على أهمية السلط كعاصمة للهوية والتاريخ والتراث. ولم تكن السلط يوماً بعيدة عن قضايا الوطن، بل كانت ولا تزال مصنع الرجال الأوفياء، ومهد العلم، وموطن التعايش بين المسلمين والمسيحيين.
في زمن تتسارع فيه وسائل الإعلام وتتعاظم فيه الحاجة للتواصل المحلي، بات من الضروري أن ترى "إذاعة بلدية السلط الكبرى" النور. هذا المشروع الإعلامي ليس ترفاً، بل حاجة مُلحّة ومنبرٌ تأخر كثيراً، لتكون السلط من المدن الأردنية القليلة التي لا تمتلك وسيلة إعلامية صوتية تعبّر عنها، في حين أن محافظات كعمان، إربد، الزرقاء، الكرك، والعقبة ومادبا سبقتها في هذا المضمار.
هذه الإذاعة ليست فقط لنقل الأخبار والفعاليات، بل هي جسرٌ بين البلدية والمواطنين، أداة للحوار المجتمعي، ومنصة تفاعلية توصل صوت الناس وتستمع إليهم. وهي فرصة حقيقية لتوثيق التراث المحلي، وتعزيز الوعي بقضايا التنمية والخدمات، وبناء هوية إعلامية تعبّر عن السلط وأهلها.
ما يزيد المشروع أهمية وتميزاً هو النية الطيبة لجعل مقر الإذاعة داخل جامعة البلقاء التطبيقية، بالشراكة معها. هذه الخطوة تُعد مثالاً حقيقياً على التكامل بين المؤسسات التعليمية والبلدية، وتفتح الباب أمام شباب السلط وطلاب الجامعة للمشاركة في بناء محتوى إعلامي هادف يعكس نبض الشارع وتطلعات الجيل الجديد.
ما يميز السلط أنها لا تفتقر إلى الكفاءات الإعلامية. فالمدينة تضم نخبة من الصحفيين والإعلاميين المخضرمين من أبنائها، أمثال راكان قداح،محمودقطيشات، محمدالوشاح،وياسر النسور، وحازم رحاحلة،عاهدالدبعي،علي ابوعنزة، وعلى حياصات، ومحمد قداح،وطالب حياصات،و جلال رحاحلة وغيرهم،ولاتنسى أصحاب الخبر وأصحاب اهم المواقع الإخبارية من أبناء السلط مع حفظ الالقاب،سميرالحياري،صخرة ابوعنزة،غفار ابوالسمن،بلال ابوقريق الخريسات،وضاح وشاح،وقناة تراث السلط وخالد وعبدالعزيز خريسات،معاذ عصفور،حكمت البشير،وكلهم مستعدون لتقديم خبراتهم في سبيل إنجاح هذه الإذاعة. كما أن السلط مليئة بالشباب الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي واصحاب الصفحات الذين نتوسم فيهم الخير جميعا بالاضافة لخريجين الجامعات بمثل هذا الإختصاص، والذين لديهم أفكار جديدة وطموح كبير لخدمة مدينتهم من خلال برامج تفاعلية هادفة ومؤثرة.
إننا اليوم، كأبناء مدينة السلط، نخاطب بلدية السلط الكبرى، وجامعة البلقاء التطبيقية، ووزارة الإدارة المحلية، وكل من يهمه أمر هذه المدينة العزيزة: لقد آن الأوان لتسريع تنفيذ مشروع إذاعة بلدية السلط الكبرى. لم يعد التأخير مبرراً، فالمقومات جاهزة، والطموحات كبيرة، وأهالي السلط النشامى، كما عهدناهم دومًا، على استعداد تام لدعم هذه المبادرة بكل ما أوتوا من طاقة وجهد.
السلط ليست مجرد مدينة؛ هي رسالة، وهيبة، وتاريخ حي. وهي اليوم بأمسّ الحاجة إلى منبر إعلامي يُترجم طموحات أهلها، يُبرز إنجازاتها، ويُعزز ارتباط المواطن بإدارته المحلية. فلتكن إذاعة بلدية السلط الكبرى بداية جديدة لنهضة إعلامية حقيقية، تُعيد للسلط بريقها وتفتح لها آفاقًا جديدة في فضاء الإعلام المحلي.
وفي الختام، أقولها من القلب، كإعلامي عاطف أبو حجر، ومن أوائل المتطوعين لهذا المشروع: نحن مستعدون، والسلط سلطانه، والبقا تلقى، ولن نبخل بأي جهد في سبيل إخراج هذا المشروع إلى النور، ليكون علامة فارقة في تاريخ السلط، وعنوانًا للفخر بكل ما تحمله الكلمة من معنى.



عدد المشاهدات : (4771)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :