ولي العهد بين شرعية التاريخ ورؤية المستقبل


رم - بقلم : خالد الحميد الزبون – رئيس القيادة التنفيذية حزب تمكين تحت التأسيس .

في ظل تحولات إقليمية ودولية معقدة، يبرز سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد الأمين ، كوجه شاب يحمل ملامح مشروع قيادي مستقبلي متكامل، يجمع بين الأصالة الهاشمية والرؤية التحديثية. فمن خلال تحركاته المتسارعة وزياراته الرسمية، وآخرها زيارته النوعية إلى اليابان في أيار 2025، يتضح أن ولي العهد لا يكتفي بأداء الدور التقليدي، بل يسعى لتشكيل حضور دولي فاعل يعكس طموحات الأردن في أن يكون رقماً صعباً في معادلات المنطقة.

دبلوماسية ميدانية بفهم عصري
زيارة الأمير الحسين إلى اليابان شكّلت نموذجاً للدبلوماسية الحديثة التي تجمع بين البعد السياسي والاقتصادي والتكنولوجي. فلقاؤه مع ولي عهد اليابان ورئيس الوزراء، تخلله بحث قضايا حساسة مثل الوضع في غزة والإصلاحات الاقتصادية، مما يشير إلى إدراكه لدور الأردن المحوري في ملفات الشرق الأوسط، دون تجاهل أهمية تنمية الداخل الأردني.

هذا النوع من الدبلوماسية الذكية لا يقتصر على المجاملات البروتوكولية، بل ينطلق من قاعدة واضحة: الأردن لا يبحث فقط عن الدعم، بل عن شراكات استراتيجية قائمة على المصالح المشتركة.
الاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا: بوابة نحو المستقبل
أحد أبرز ملامح فكر ولي العهد هو اهتمامه العميق بمجالات التكنولوجيا، والاقتصاد الرقمي، والذكاء الاصطناعي. خلال زيارته لليابان، التقى سموه كبار رجال الأعمال والباحثين في التكنولوجيا والروبوتات، مؤكداً سعيه لجعل الأردن مركزاً إقليمياً للتكنولوجيا والمهارات الرقمية. هذا التوجه يتناغم مع حاجات الشباب الأردني، ويعكس فهماً واقعياً للتحديات الاقتصادية والبطالة، وهو ما يثبت أن فكر الأمير يستند إلى سياسات منتجة، لا مجرد شعارات.

الأمير الحسين يعي تماماً أن شرعية الحاضر تُبنى على تواصل فعال مع الجيل الجديد. فهو لا يخاطبهم بلغة النخبة التقليدية، بل بلغتهم، على أرضيتهم، وفي قضاياهم. أسلوبه المتواضع، واستخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي، وحضوره الميداني بين الشباب، كلها عناصر تعيد تشكيل صورة الدولة الأردنية ككيان يتحدث بلغة الحاضر ويتطلع إلى المستقبل.

قيادة تحافظ على الشرعية التاريخية وتبني مشروعاً حداثياً
ما يميز الأمير الحسين هو قدرته على تحقيق توازن نادر: فهو وريث شرعية هاشمية عريقة، لكنه في ذات الوقت لا يتردد في كسر الجمود ومواكبة التطورات. لا يتخلى عن رمزية الهوية، لكنه لا يقبل الانغلاق داخلها. وهذا بالضبط ما تحتاجه أي دولة تسعى لتأمين الاستقرار مع الإصلاح.

أمير دولة لا أمير مرحلة
الأمير الحسين بن عبدالله الثاني لا يظهر كولي عهد يؤدي دوراً بروتوكولياً، بل كزعيم سياسي قيد التكوين، يحمل مشروعاً حقيقياً لبناء أردن عصري قوي. تحركاته مدروسة، وخطابه عابر للنخب، ورؤيته تستشرف المستقبل دون التفريط بالثوابت.

إن استمراره على هذا النهج، مع تمكين مؤسسي حقيقي لما يطرحه، يجعل منه قائداً يمتلك شرعية الإنجاز، لا فقط شرعية النسب، وهو ما تحتاجه المنطقة العربية بشدة في هذا التوقيت.



عدد المشاهدات : (4797)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :