رم - خاص
في الوقت الذي انشغل فيه البعض بالألقاب والكاميرات كان هناك رجل يعمل في الخفاء ولا يسعى للأضواء، بل يوجّهها نحو ناديه الذي عشقه حتى النفس الأخير، بشار الحوامدة الرجل الذي لم يكن يومًا عابرًا في تاريخ الوحدات، بل صفحة من ذهب تُروى في مسيرة المارد.
مع نهاية دوري مشحون بالتحديات، يبقى الحديث ناقصًا دون ذكر الحوامدة، الذي لم يُسدل الستار يومًا على دعمه، ولم يتوقف عن العطاء مهما تبدلت المناصب وتغيرت الوجوه.
من المدرجات كمشجع عاشق، إلى المكتب الرئاسي كقائد حقيقي… خطّ الحوامدة ملحمة عشق وتضحيات خالدة.
لم تكن رئاسته للنادي محطة مجد شخصية، بل كانت امتدادًا لحبٍ قديم، قدّم من ماله ووقته وعقله، ما لم يقدّمه غيره، في سبيل أن يبقى الوحدات في القمة، أنيقًا في حضوره، منافسًا في أدائه، شامخًا رغم كل العواصف.
وقف أمام التحديات رجلًا لا يساوم، ثابتًا لا يتراجع، ومخلصًا لا يتهاون.
وفي مشهد سيبقى عالقًا في ذاكرة الجماهير، ظهر الحوامدة في ختام القمة الأخيرة، لا كرئيس سابق، بل كمشجع أول، يقف بين الجماهير، يصرخ، يهتف، يعيش كل ثانية وكأنها معركة النجاة، صوته تعلوه الرجفة، وعيناه على شباك الأخضر، ونبضه يركض خلف المجد، خلف المارد الذي لم ينقص حبه يومًا.
ورغم أنه اليوم ليس رئيسًا للنادي ولا عضوًا في إدارته، ورغم أن كما يشاع أن له ديون في ذمة نادي الوحدات، لم نسمع يومًا عن شكوى قدمها، ولا عن تحريض أو تهديد أو وعيد، لم يحجز، لم يهاجم، لم يُعق مسيرة النادي، بل ظل كما كان، الوحدات في قلبه قبل دفتر حساباته.
لم يضغط على مدرب، لم يغري لاعبًا، لم يُربك إدارة، بل اختار أن يكون السند في أصعب الظروف، وهو قادر، بكل بساطة، على العكس.