رم - نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم الأحد نتائج تحقيق الجيش الإسرائيلي بشأن عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 في شاطئ زيكيم على الحدود الشمالية من قطاع غزة وجنوب مدينة تل أبيب.
وكشف التحقيق أن جنود الجيش فشلوا في مهامهم الدفاعية للتصدي لعناصر المقاومة الفلسطينية وأنه رغم توفر قوة للجيش قرب الشاطئ، لم يتصرف الجنود بحزم كاف للفصل بين الإسرائيليين والمسلحين.
وأوضح تحقيق الجيش الإسرائيلي أنه خلال أحداث السابع من أكتوبر لم تتوفر معلومات كاملة ودقيقة بشأن أعداد المسلحين الذين تسللوا لشاطئ زيكيم أو عدد القوات في المكان.
وأشار التحقيق إلى أنه رغم علم فرقة غزة بوجود تسلل لم يستطع الجنود مساندة لواء غولاني المنتشر قرب شاطئ زيكيم.
ولفت التحقيق إلى أن إنذار التسلل وصل إلى لواء غولاني بشاطئ زيكيم ولم يصل الجنود بسبب اختباء قائدهم في أحد الملاجئ، وأن بعض جنود غولاني اختبؤا لحظة الهجوم على شاطئ زيكيم وآخرون ارتدوا على أعقابهم هاربين.
وأكد التحقيق أن هروب جنود غولاني من مواجهة المسلحين الفلسطينيين أكبر إخفاقات أحداث 7 أكتوبر بشاطئ زيكيم، مشيرا إلى أنّ جثث عدد من القتلى تركت في المكان لمدة أسبوع بعد الهجوم.
وبحسب التحقيق فإنّه قبل السابع من أكتوبر بشهرين أجرى الجيش تدريبين واسعين لقوات اللواء الشمالي بفرقة غزة وسلاح البحرية في شاطئ زيكيم، مشيرا إلى أن "المسلحين الفلسطينيين قتلوا على شاطئ زيكيم 17 إسرائيليا وجندي".
وأورد تحقيق الجيش الإسرائيلي أن 38 مسلحا شاركوا بالتسلل إلى شاطئ زيكيم على متن 7 قوارب، موضحا أنّ 3 مسلحين فلسطينيين نجحوا بالوصول يوم السابع من أكتوبر إلى محيط محطة توليد الكهرباء في عسقلان.
ويأتي ذلك ضمن تقارير عدة عن تحقيقات إسرائيلية بشأن الفشل في التصدي لهجوم 7 أكتوبر، منها ما نشره الجيش الإسرائيلي نهاية الشهر الماضي من نتائج لتحقيقاته بما جرى داخل قاعدة زيكيم العسكرية خلال هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وكشف تحقيق الجيش مقتل 5 قادة وحدات وجندي وإسرائيلية خلال الهجوم على قاعدة زيكيم، لافتا إلى أن جنود لواء غولاني بالقاعدة كانوا في أوضاع نفسية صعبة خلال الهجوم وهربوا من مواجهة المسلحين الفلسطينيين إلى شاطئ البحر القريب من القاعدة العسكرية.
وأشار التحقيق إلى أن التعزيزات العسكرية لم تصل إلى قاعدة زيكيم إلا بعد ساعات من اقتحام المسلحين الفلسطينيين، مشيرا إلى أن أن قائد القاعدة العسكرية لم يصل إلى زيكيم خلال الهجوم بل آثر البقاء في ملجأ محصن بمنزله مع أفراد عائلته.
كما سبق أن نشرت تقارير إسرائيلية تفاصيل في منتصف مارس الماضي، تتعلق بالتحقيقات بشان هجوم المقاومة الفلسطينية على كيبوتس نير عوز في السابع من أكتوبر.
وأظهرت تقييمات محللين عسكريين أن إخفاق القوات الإسرائيلية في التصدي للهجوم كان الفشل الأهم للجيش الإسرائيلي في المعركة التي تمكن المقاومون خلالها من قتل وأسر نحو ربع سكان الكيبوتس.
وقد وصف المحلل العسكري بصحيفة هآرتس عاموس هرئيل، التحقيق حينها، الذي أجراه اللواء إران نيف، رئيس فريق التحقيق العسكري في هجوم نير عوز، بأنه "سلط الضوء على انهيار سلسلة القيادة العسكرية وغياب الرد الفعّال من قِبل الجيش الإسرائيلي خلال الهجوم".
ويرافق هذه التحقيقات الإسرائيلية تراشق التصريحات وتبادل الاتهامات لاسيما بين المستويين السياسي والأمني بشان تحمل مسؤولية الفشل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ووصلت تلك الاتهامات إلى حد إعلان رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار، أواخر الشهر الماضي الاستقالة في 15 يونيو/حزيران المقبل، وذلك بعد صراع مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي أصدر قرارا بإقالته الشهر الماضي، في حين جمدت المحكمة العليا تنفيذه.
المصدر : الجزيرة