كتب الدكتور صبري ربيحات
لا اظن اني عرفت احدا ممن عملوا في مواقع الخدمة العامة ذات الطابع الأمني يشبه ابو سداد في عمله ونظرته للأخر وعلاقاته مع الزملاء والناس. فهو رجل وازن مهيب . وصارم اذا لزم الامر لكنه رزين وقليل الكلام.
في شخصية ابو سداد مزاوجة أنيقة بين البداوة والحداثة انعكست على مظهره وفكره وسلوكه. فقد انتقل من البادية الوسطى حاملا كرم اهلها وفروسية أخلاقها ليكمل تعليمه الجامعي في جامعات الولايات المتحدة ويصقل نباهته ويكتسب كل ما يمكنه من ان يكون قائدا يؤمن بالعمل الجماعي ويخدم المجتمع بروح لا يشوبها الاستعلاء او التبجح.
عبر ما يزيد على أربعة عقود تبوأ عيد الفايز عشرات المواقع الإدارية والسياسية وشغل إدارة العديد من المؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص ليترك بصمات واضحة ومؤثرة يصعب ان تمحوها الأيام.
لقد عمل يرحمه الله مستشارا في الديوان الملكي ومديرا لشركة النقل البري العربية ومديرا للموانيء البحرية وشغل مواقع وزارية لوزارات الشباب والعمل وقاد وزارة الداخلية بحكمة وحب واقتدار .
في رحلة ابو سداد العملية كان حب الوطن حاضرا ليس في الاحاديث والزعم بل باديا على ملامحه وابتسامته ونظراته . كان حبه يشبه الحب الذي وصفه حبيب الزيودي في الابيات التي قال فيها " يا حبيبي لا تعذر بالمحبة ...المحبة مبينة بوجه راعيها "
تزاملت مع معالي المرحوم عيد الفايز في حكومة دولة معروف البخيت الأولى عام ٢٠٠٥ حين كان وزيرا للداخلية وكنت حينها وزيرا للتنمية السياسية ووزيرا للشؤون البرلمانية وكانت التنمية السياسية اولية الحكومة الاولى حسب بيانها الذي نالت عليه ثقة النواب .
في تلك الحقبة تجادلنا واختلفنا على موضوعات كثيرة منها مشروع قانون الاحزاب الذي وضعت وزارة التنمية السياسية مسودة له وصدر عام ٢٠٠٧ .
لم يكن الخلاف مع ابو سداد ليفسد مودتنا ولم يضعف احترام كل واحد منا للاخر . فقد كنا نختلف على من يحب الاردن منا اكثر لكن كل على طريقته بلا زعم ولا ادعاء ولا احتكار للحب او نعت الاخر نعوتا لا تليق " لا سمح الله "
الرحمة لروحك يا ابا سداد والعزاء لأهلك ولنا والاردن.
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |