في يوم الصحة العالمي: أطباء الأردن .. شعلة الأمل في غزة المحاصرة


رم - بقلم: د. محمد حسن الطراونة، اختصاصي الأمراض الصدرية والتنفسية

في اليوم العالمي للصحة الموافق السابع من أبريل، نوجه نداءً صارخًا إلى منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي: لا يمكنكم الصمت تجاه التدمير الممنهج للمنظومة الصحية في قطاع غزة. لقد حولت آلة الحرب الإسرائيلية 28 مستشفى من أصل 36 عاملًا إلى رماد، وأزهقت أرواح ما يقارب 470 طبيبًا وممرضًا، تاركة سكان غزة يصارعون مرارة العيش تحت وطأة حرب التجويع والقصف المستمر. الموت يتربص بهم جوعًا أو تحت الأنقاض أو بفعل الأمراض المعدية الفتاكة التي تستشري في القطاع المنكوب، الذي يعاني من شح الدواء والغذاء، وينذر بانتشار أوبئة خطيرة تهدد المنطقة بأسرها. المجاعة والأمراض المعدية تنذر بكارثة إنسانية قد تودي بحياة نصف سكان غزة، وهو ما يُنذر بـ "الوباء إكس"، بينما تحولت ساحات المستشفيات إلى مقابر جماعية.
هذا الصمت المطبق من منظماتكم العالمية والعربية على وجه الخصوص، إزاء الاستباحة الوحشية التي يمارسها الكيان الصهيوني بحق الجسم الطبي في غزة، قتلًا واعتقالًا، سيترك وصمة عار على جبين كل من تبنى الإنسانية شعارًا. فإذا كان العقل الصهيوني يحمل في طياته عقيدة استعلاء بغيضة وحقدًا وازدراءً للفلسطيني المستباح أرضًا وشعبًا وأطباء، فأين هو موقف منظماتكم العالمية الحامية للصحة، المنزه عن أية حسابات سياسية أو أخرى؟
في خضم هذه الكارثة الإنسانية، يسطع دور الأطباء الأردنيين كشعلة أمل في سماء غزة الملبدة بالغيوم. لقد كان للأردن، ملكًا وحكومة وشعبًا وجيشاً ، دور ريادي في تقديم الدعم الطبي والإنساني العاجل لقطاع غزة. تجسدت هذه الجهود في إرسال المستشفيات الميدانية الأردنية العسكرية التي عملت بكفاءة عالية على مدار الساعة لتقديم الرعاية الصحية للجرحى والمرضى. وقف الأطباء الأردنيون، جنبًا إلى جنب مع زملائهم الفلسطينيين، في خط الدفاع الأول عن صحة أهالي غزة، متحدين المخاطر والصعاب، ومقدمين أرقى معاني التضحية والإيثار. إنهم نموذج للتفاني والعمل الإنساني، وبصمتهم ستبقى محفورة في ذاكرة أبناء غزة.
إن صمت المجتمع الدولي ليس جريمة فحسب، بل تواطؤ يغذي آلة القتل والدمار. إن يوم الصحة العالمي يجب أن يكون يومًا للمحاسبة والعمل الجاد لوقف هذا العدوان الهمجي وضمان حماية المنظومة الصحية والعاملين فيها في قطاع غزة.



عدد المشاهدات : (5463)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :