الموقف الأردني من الأهل في غزة: الشمس لا تغطى بالغربال


رم - منذ أن بدأ العدوان الإسرائيلي الهجمة البربرية و غير المسبوقة في التاريخ على الأهل في غزة لم يدخر الأردن الرسمي و الشعبي بقيادته الهاشمية أي جهد ممكن لوقف هذه الحرب و مساعدة الأهل في غزة على الصمود أمام حرب الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها. فمنذ البدايات الأولى لهذه الحرب بدأ جلالة الملك بلفت إنتباه العالم الى الجرائم التي يرتكبها الإحتلال ضد الأهل في غزة و كان أول قائد عربي و إسلامي و على المستوى العالمي يصف ما يجري في غزة بجريمة حرب, و قام جلالته بجولات شملت معظم عواصم القرار في العالم حتى يؤكد أن ما يحدث في غزة ما هو إلا جريمة حرب بشعة. و لم تدخر أيضا جلالة الملكة رانيا العبدالله جهدا في مناشدة الضمير العالمي و خاصة خلال مقابلتها المؤثرة مع محطة ال سي ان ان الامريكية و التي خاطبت جلالتها العالم باللغة التي يفهمها و طالبت بضرورة وقف الكيل بمكيالين عندما ينتهك القانون الدولي الانساني وأكدت على أنه لا بد من التحرك لوقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة و خاصةً الأطفال و النساء.
و هنا لا ننسى الدور الذي لعبته الدبلوماسية الأردنية و التي يقودها وزير الخارجية بتوجيه مباشر من جلالة الملك, هذه الدبلوماسية التي عملت على تعرية الموقف الإسرائيلي و لفتت الانتباه الى أهمية وقف الحرب غير المسبوقة في إنسانيتها و الإنصياع لصوت العقل و البدء بإتخاذ إجراءات عملية نحو حل الدولتين.
بالإضافة الى هذا الجهد السياسي و الإعلامي و الذي يعترف به كل المنصفين في هذا الوطن و في العالم, كان الأردن السبًاق بين دول العالم بتقديم المساعدات المادية والعينية والطبية للأهل في غزة و قام الأردن في محاولة لكسر الحصار الجائر بتبني فكرة إنزال المساعدات بصورة مباشرة على الأهل في غزة, حيث قام جلالة الملك بنفسه ببعض عمليات الإنزال مخاطراً بحياته من أجل إيصال رسالة للعالم بضرورة التحرك لإيقاف هذه الحرب التي جُلّ ضحاياها من الاطفال و النساء. و كان لسمو ولي العهد أيضاً دوراً بارزا في تنسيق الجهد الوطني و المشاركة فيه للتخفيف من ويلات هذه الحرب البشعة على الأهل في غزة.
و هنا لا يمكن إنكار الجهود غير الحكومية المتمثلة بفزعة مؤسسات المجتمع الأهلي و الأفراد بصورته الشخصية بتقديم كل ما هو ممكن من مساعدات مادية و عينية من خلال الهيئة الخيرية الهاشمية للتخفيف من قساوة الظروف المعيشية للصامدين على أرضهم في غزة العز و الكرامة. يإختصار لقد قدَم الأردن الرسمي و الشعبي بقيادته الهاشمية أقصى ما يمكن أن تسمح به إمكاناته.
لكن و على الرغم من كل ذلك يحاول البعض يائساً أن يغطي الشمس بغربال, مستغلاً أجواء الحرية التي نعيشها في هذا الوطن و مستفيداً من التعامل الحضاري للمؤسسة الأمنيّة مع المتظاهرين و الذين لا يعرفون أن الشمس مهما حاولو فإنها لا يمكن أن تغطى بغربال و انه كما قال سبحانه و تعالى ( فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض). إن هذه الفتنة التي تحاول ركوب الموجه و استغلالها بالشعارات و الشعبويات و التشكيك بنقاء و صلابة الموقف الأردني الرسمي و الشعبي, لا يعرفون البتة أن السياسة كانت و لا تزال و ستبقى هي فن الممكن, و عليهم إذا كانوا فعلاً يحبون فلسطين أن يتوقفوا عن إثارة النعرات و الفتن و أن يتوقفوا عن التطاول على قيادتنا الهاشمية و على قواتنا المسلحة و أجهزتنا الأمنيّة التي هي خطوط حمراء بالنسبة للأغلبية الساحقة من أبناء هذا الوطن.
و الحقيقة أن محاولات إضعاف الأردن نظاماً و دولةً و حكومةً و شعباً ما هي إلا خدمة لأعداءنا , لأن الأردن القوي المنيع هو القادر و المؤهل للإستمرار في إسناد الحق الفلسطيني في إقامة دولته و على أرضه و عاصمتها القدس الشريف.
و هنا أهيب بكل الأقلام الشريفة في هذا الوطن و بكل رجالات الدولة من شتى الأصول و المنابت أن لا يبقوا صامتين في الوقت الذي يحتاج إليهم الوطن و عليهم أن يتصدوا بكل ما أوتوا من قوة لهذه الفئة الواهمة التي تحاول جاهدة التشكيك بصلابة الموقف الأردني بقيادته الهاشمية, هذا الموقف الذي سيسجله التاريخ بأحرفٍ من نور, و علينا جميعا مسؤولية عدم السماح للباحثين عن الشعبويات و المتاجرين بالشعارات من استغلال ويلات الأهل في غزة لتنفيذ أجنداتهم الخاصة.
حمى الله الوطن و قيادته الهاشمية و قواته المسلحة و أجهزته الأمنيّة

د. منيرة جرادات
أستاذ مساعد – جامعة جدارا
عضو المجلس الوطني- حزب إرادة



عدد المشاهدات : (5419)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :