"خَبئِيني في ضُلوعِك" نصوص في الشتات الفلسطيني


رم -

خَبئِيني في ضُلوعِك
نصوص في الشتات الفلسطيني

خَبئِيني فِي ضُلوعِكِ ، هَشَّ كالوردِ إنِّي بالكادِ تَراكِ من وَسطِ الضَبابِ ؛ عُيونِيْ ! ما عادَ لِي بَيتٌ كَي أُزخرِفَ السَقفِ الآيلِ لانفجارٍ بأمنياتِي و نُجومِكْ!
أمَّاهُ لَو تَبني لِي في سَماءِ حُلمكِ قَمراً ، تُزَخرفينَهُ بِحُمرَةٍ من خَّدكِ كَي يَبتسِم ، فإنِي أخافُ ظُلمَةَ الليلِ الكَثيفْ.. أخافُ حَوافِ الهِلالِ، و أخشَى دونَ عَينيكِ النَظرْ!
خَبئينِي من صَوتِ البُكاءِ و عَنهُ، إنَّ الحُزنَ يَرصُدنِي بِندقيَّةً و مَصيرا.. و إني أُريدُ تعلُّمَ السيرِ خَلفَ ظِلِّكِ المُضيءْ.. ، و إحصاءِ عَدَدِ قُبلاتِكِ على خَدِّي الصَغيرْ ،.. أمَّاهُ هَدهِدي مَهدِي و غَنِي لِي عن حَمَامَتينِ سَكنتا أُفقَ اللجوءِ ، كَي أمُدَّ أغصان قَلبِي نَحوهُما.. و أستقبِلَ الهَديلَ ؛ سَأفتَحُ نَوافِذي كُلّها ، و أَسجُدَ على سِجادَةِ صلاتِكْ..
خَبئِيني.. عَن سِيرَةِ الحَربِ اللئيمَةِ و استدامَةِ جُرحكِ ، علِميني كيفَ أتهجَّى اسمكِ بِحُروفٍ عالِيَة، كَي أنطِقَ السِلمَ نَشيدْ.. أمَّاهُ النورُ في عَينيكِ ضَئيلْ! مَن خَطفَ الوَهجَ مِن أَعصابِكِ و عتَّمنِي، و الأسوَدَ من سَنابِلِ شَعركِ الوَثيرْ..؟ خَبئينِي عَن بَردٍ تسَّربَ مِن جِهاتِ الرَّعدِ، لَن أؤمِنَ بِشتاءٍ بعدَ دُموعِكِ أمَّاهُ ، خُذِي من دُموعِي تَميمَةً و صَلِّيْ.. كَي نُقِيمَ رَبِيعُنَا في جَنَّةِ الخُلودْ.
ريم الكيالي ، من حصاد الورد.




عدد المشاهدات : (2537)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :