المنسف الأردني .. تراث عالمي بدلالات اجتماعية وثقافية جامعة


رم - يتسيد المنسف المرتبط بالهوية الثقافية الوطنية وتقاليد الحياة الشعبية الاردنية قاموس الاكلات الشعبية في المملكة، ولم تتمكن الانماط الغذائية الاخرى التي انتشرت على نطاق واسع من المساس به فبقي محتفظا بمكانته التي توجت مؤخرا بإدراجه على لائحة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو ».

وكانت البعثة الأردنية الدائمة لدى «اليونسكو» قد قدمت ملف إدراج «المنسف الاردني بصفته وليمة احتفائية بدلالاتها الاجتماعية والثقافية» على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية في العام 2021 بمشاركة المملكة في الدورة السابعة عشرة للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي حيث نجح الاردن في تشرين الثاني 2022 بتدوين"المنسف» رسميا على القائمة بعد عمل حثيث شارك فيه فريق من الباحثين وعدد من الوزارات والجهات الحكومية والاهلية المعنيه بهذا الشان بالتنسيق مع البعثة الاردنية.

وقال الباحث والاديب نايف النوايسة الذي عمل مع فريق من الباحثين بالتعاون مع وزارة الثقافة للدفع بان توافق اليونسكو على ادارج المنسف على قائمة التراث الانساني، ان فوز المنسف على قائمة الطعام العالمي يحمل دلالات ثقافية واجتماعية فريدة جعلته من أهم العناصر التراثية في الأردن المستحقة التسجيل في هذه القائمة كطعام اجتماعي للتكريم والتقدير وإظهار قيم الرقي والكرم والتي تدل جميعها على مكانة العشيرة أو الشخص فيها.

واشار الى ان المنسف يمثل حالة توافق حضاري بين الذين يتناولونه،ليبدو انه ليس طعاما للشبع وانما حامل لقيم ثقافية قولية وجامع للناس حول مائدة حوار ثقافي ينتهي إلى قراءة الشعر وجره على الربابة ورواية الكثير من الحكايات والقصص المرتبطة بالعشيرة والمجتمع، فالمنسف تابع النوايسة مظهر من مظاهر الرقي واختبار مستويات الفهم والوعي وكأنه مدرسة للتعليم وتعديل السلوك.

وبين النوايسة ان المنسف يحمل ايضا الكثير من الدلالات الاجتماعية ففيه تتمثل قمة آداب الطعام في مجتمعنا(الأتيكيت) من حيث الجلوس حول المنسف وطريقة الأكل واحترام الصغار والكبار.

ويعد المنسف الطبق الوحيد الذي يقدم بمناسبات الافراح والاتراح في كافة محافظة المملكة كما يشكل عنوانا للجود والكرم. ولتناول وجبة المنسف ادبيات صارمة ينبغي ان تراعى عند الاكل كاستخدام اليد بالاكل، والاكل من الجهة الاقرب للآكلين الذين يعاب عليهم مد يدهم لاية جهة اخرى من المنسف يقف عندها آكلون اخرون، كما يشترط كعادة قديمة عدم مد اليد الى راس الذبيحة الذي يوضع منتصبا في منتصف سدر المنسف لتناول اي جزء منه.

ولتصنيع لبن الجميد مراحل ترويها ام محمد بالقول يتم الجميد يدويا في المنازل من حليب الاغنام الذي يخض بعد ترويبة باضافه مادة الروبة اليه داخل اداة تسمى «السعن » والتي استعيض عنها في الوقت الحاضر بخضاضة كهربائية حتى تترسب الدهون مشكلة «الزبدة البلدية» والتي تستخدم تاليا في تصنيع السمن البلدي بعد اضافة بعض الاعشاب والمنهكات اليها، اما السائل المتبقي ويسمى «المخيض» فيوضع في خرائط قماش بعد تسخينه قليلا ويترك ليكون مادة «الجبجب» الذي يصنع منه اللبن الجميد على شكل كرات متوسطة الحجم بعد ان يضاف اليها الملح للمساعدة?في تماسكه وحفظه من التلف عند تخزينه. الراي




عدد المشاهدات : (7090)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :