بسبب جائحة كورونا التي ضربت العالم منذ بداية عام 2020 وحتى الآن لم تنتهي بعد تعرضت الكثير من الشركات الخاصة بصناعة السيارات والهواتف الذكية والكمبيوتر إلى أزمة حقيقة وذلك بسبب نقص الشرائح الالكترونية وأشباه الموصلات,
وكان من المتوقع أن تنحل الأزمة بمجرد خروج العالم من أزمة كورونا، لكن الواقع خالف التوقعات، ويرجع السبب في ذلك في النقص في ما يسمى معادن الأرض النادرة والتي تستخدم في صناعة هذه الرقائق، وهذا الأمر جعل الأزمة تزداد سوء مما كانت عليه.
ومن خلال الأسطر التالية سنتحدث بالتفصيل عن كل ما يتعلق يصناعة السيارات، وكيف أصبح نقص الرقائق وأشباه الموصلات شبح يهددها، فلنتابع معا.

قطاع السيارات وعرقلة انتاجه بسبب نقص الرقائق الالكترونية

في بداية أزمة كورونا كانت شركات أنتاج السيارات هي الاكثر تضرر بسبب سيطرة كورونا على العالم كله، والتي أدت إلى نقص الرقائق الالكترونية، ولكن بسبب أزمة كورونا حدث انخفاض في معدل مبيعات السيارات بشكل ملحوظ، لم تشعر شركات صناعة السيارات بالأزمة.
ولكن من الجدير بالذكر بعد تخطي الأزمة ومحاولة تعافي انتاج السيارات وتوريدها بدأت الشركات تشعر بأزمة نقص الرقائق الالكترونية، ومن اهم التأثيرات التي حدثت بسبب نقص الرقائق الالكترونية الآتي ذكره:-
قامت شركة جاغوار ولاند روفر باغلاق مصنعين تابعين لها بشكل مؤقت، وذلك بسبب عدم توفر الرقائق الالكترونية والتي أصبحت تستخدم في الكثير من أجزاء السيارة,
ولن تتوقف الشركة عند هذا الحد بل صرحت أنها ستقوم بغلق العديد من أفرعها في الكثير من الدول المختلفة مثل غلق أحد مصانعها في هلييود، وكذلك أحد مصانعها في في بريطانيا.
وصرحت شركة جاغوار والتي أصبحت ملكا لشركات تاتا الهندية في بيان رسمي لها أنها قامت بتعديل الجداول الخاصة بانتاج السيارات الجديدة، والذي يفسر على أن مصنعي الشركة في كاسل وهلييود سيبدأوا بالعمل دون انتاج لفترة معينة ومحدودة، هذا وقد أضافت الشركة أنها ستعمل جاهدة مع الموردين المعنييين من أجل حل مشكلة نقص الرقائق الالكترونية والحد من التأثير السلبي على طلبات المستهلكين، هذا بالإضافة إلى أنها صرحت بأنه مصنعها في سولهيل العمل.
هذا بالإضافة إلى أن الشركة الفرنسية رينو الخاصة بصناعة السيارات أعلنت أن نقص الرقائق الالكترونية وأشباه المصوصلات سيعمل على عرقلة انتاج السيارات لها لمدة شهر، هذا وقد أعلنت الشركة على أنها تتوقع نتائج أسوء في الفترة القادمة فيما يتعلق بمشاكل الانتاج.
هذا وقد أضافت شركة رينو أنها لم تقوم بالاعلان عن توقعاتها بشأن انتاجها أو ما يمكن لها ان تبيعه لعام 2022 ، ويرجع السبب في ذلك في ان شركة رينو حدث تراجع في مبيعاتها في الربع الأول لعام 2022 ، وذلك بنسبة 1.1% .

هذا وقد أعلنت شركة ديلمر أحد الشركات الكبرى لصناعة السيارات عن تخفيض ساعات العمل لأكثرمن 18 ألف عامل في مصانعها في ألمانيا، ويرجع السبب في ذلك بسبب قلة الانتاج بسبب نقص الرقائق الالكترونية وأشباه الموصلات.

وصرحت الشركة أنه يوجد لها مصانه ستتأثر بشكل أكبر عن باقي مصانعها بسبب نقص الشرائح الالكترونية وأشباه الموصلات ومن اهم هذه المصانع مصانع الشركة في بريمن، وكذلك رشتات، والذ ترتب عليه خفض ساعات العمل لآلاف العمال ي يوم الجمعة.

أما فيما يخص شركة ستالانتيس فإنها أعلنت أنها ستوقم باستبدال مؤشر السرعة التي يوجد في سيارت بيجو وهي أحد منتجات سيارات شركة ستالانتيس بسبب نقص الرقائق الالكترونية، وأشباه الموصلات على مستوى العالم.

هذا وقد صرحت الشركة بان هذا التعديل لن يتم إلا في سيارات بيجو موديل 308 ، وأنه لن يحدث في جميع موديلات سيارات الشركة، والتي من أمثلتها سيارات جيب، وكرايزلر، وسيتروين.

صناعات تكنولوجية أخرى

وبسبب النقص الكبير الذي تعرضت له شركات صناعة السيارات في مختلف دول العالم في أشباه الموصلات، وكذلك الرقائق الالكترونية فإنه أدى تراجع أسعار تداول الأسهم الخاصة بقطاع السيارات بل اتسع الأمر إلى أنه وصل إلى بعض صناعات التكنولوجية الآخرى.
حيث أنه بسبب الزيادة والتوسع في صناعة الهواتف من الجيل الخامس أصبح الطلب عليها في تزايد مستمر، وأصبحت الشركات المصنعة للهاتف تواجهها مشكلة نقص هذه الرقائق، والذي يعتبر هو المكون الأستسي في صناعة هذه الهواتف.
هذا بالإضاافة إلى الشركات الخاصة بصناعة أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية لم تسلم أيضا من الأمر بل طالتها مشكلة نقص رقائق الشرائح الالكترونية، حيث تواجه باستمرار مشكلة في توريدها.
كما أنه الكثير من الشركات المصنعة للتلفزيونات تواجهها مشكلة نقص الرقائق الالكترونية واشباه الموصلات وصعوبة في توريدها، ومن المتوقع أن الازمة تستمر لعدة أشهر قادمة، لذلك تعتزم هذه الشركات على تقليص انتاجها خلال الفترة المقبلة، ومن ثم فإنه يترتب عليه انخفاض في أداؤها المالي في الربع الأخير من العام الجاري.
ومن الجدير بالذكر أن هذا الأمر مما لا شك فيه أثر وبقوة على شركات انتاج الرقائق نفسها، ويرجع السبب في ذلك في عدم قدرة هذه الشركات على تلبية احتياجات الشركات على الطلب المستمر على الرقائق الالكترونية وأشباه الموصلات، ويوجد كثير من الأسباب لهذا الأمر منها ندرة المعادن التي تستخدم في صناعتها، هذا بالإضافة إلى تبعات فيرس كورونا، وأخيرا ما يشهده العالم الآن بين روسيا وأوكرانيا والحروب المستمرة بينهما.
ومن المتوقع أن شركات التكنولوجيا أن أداؤها لن يكون قوي إلا بعد تخطي العالم لأزمة كورونا وانتعاش الاقتصاد العالمي.

مشكلة الرقائق الالكترونية

صرح جون لولر في أحد مكالماته الهاتفية مع احد القنوات ان مشكلة نقص الرقائق الالكترونية ستستمر لعدة أشهر قادمة، وبصفة عامة فإن انتاج السيارات لعام 2022 قد انخفض بشكل واضح وملحوظ، والذي ترتب عليه نقص كبير في لمبيعات، وهو ما يقدر بـ 110 مليار دولار أمريكي.
ومن الجدير بالذكر أن الطلب العالمي على الرقائق الالكترونية أكثر بكثير من تلك المعروض، ويرجع السبب في ذلك كثرة المنتجات الألكترونية والتي تعتمد على الرقائق الالكترونية وكذلك أشباه الموصلات، وكلما زاد الطلب نجد ان العرض انخفض، ويرجع السبب في ذلك في قلة وجود الرقائق الالكترونية وذلك بسبب ندرة المواد التي تستخدم في تصنيعها، هذا بالإضافة إلى الفترة الزمنية الطويلة التي تستغرقها هذه الشركات لصناعة تلك الرقائق.
ومن الجدير بالذكر ان تكلفة صناعة هذه الرقائق باهظة جدا، ويرجع السبب في ذلك في أن المصانع الخاصة بتصنيع هذه الرقائق تكون تكلفتها عالية جدا من أجل إنشائها، فعلى سبيل المثال يمكن أن يحتاج المصنع إلى 10 مليار دولار إمريكي كحد أدنى لكي يتم تأسيسه بشكل كامل، ويرجع السبب في ذلك بسبب التكلفة العالية للآلات التي تستخدم في صناعه هذه الرقائق، لذلك نجد الكثير من الشركات لا ترغب في تحمل كل هذه التكلفة.
فيما سبق قدمنا لكم كل ما هو متعلق بنقص الشرائح الالكترونية وأشباه الموصلات وكيف أثرت على صناعة السيارات عالميا، والسبب الذي أدي إلى ندرة وجودها والعجز في سد الطلب عليها، هذا بالإضافة إلى ذكر بعض المصانع التي تم اغلاقها بسبب هذه المشكلة.