كرة القدم .. أفعال لا أسماء ..


رم - صالح الراشد

سقطت فرق كبيرة في الايام الماضية، وكان السقوط مريعاً رغم الملايين التي أنفقتها لإستقطاب نجوم عالميين، فنانت طلق باريس سان جيرمان بالثلاث، وتوتنهام ضغط على مانشستر ستي للحد الأعلى وجعله قابل للإنفجار، وبوخوم أذاق بايرن ميونج مرارة الهزيمة القاسية وأثبت أنه غير مُحصن، وتحول برشلونة إلى تلميذ في مدرسة الانضباط والقتال وتنفيذ واجبات كرة القدم، وسموحه لم يكن متسامحاً مع الزمالك وعلمه درس جديد في فنون اللعبة، لقد تساقط الكبار دون رحمة بعد ان تكبرو على كرة القدم التي تعطي من يُعطيها، ولا تعترف بالاسماء ولا النجوم التي تتحول إلى شُهب سرعان ما تتساقط للأرض مسودة الوجه.

كرة القدم لعبة الجهد والعرق والقتال حتى اللحظات الأخيرة، وهي لعبة الإنضباط التكتيكي الشمولي من البداية حتى النهاية، و لا يمكن لفرد أن يكون البطل الأوحد بل هي لعبة جماعية تعتمد على منظومة متكاملة من الإدارة للجهاز الفني للاعبين، وفي حال إصابة أي جزء بخلل ينتقل المرض تلقائياً للآخرين فيحصل السقوط، لذا فإن لاعب شاب يملك روح الابداع والقتال قادر على التفوق على نجم ثمنه ملايين الدولارات يمارس اللعبة "بالشوكة والسكين".

ما حصل مع الأندية الكبيرة درس للجميع بأن كرة القدم قائمة على احترام المنافس والاستعداد المثالي، واللعب بروح الفريق وعدم الأنانية بالبحث عن لقب فردي، كون هذا اللقب أيضاً يأتي من خلال الجماعة وتكامل المنظومة وليس بقدرات فردية خارقة، فمن يسجل الأهداف يحتاج لصانع لها ولمدافع يُغلق الطريق أمام اللاعبين المنافسين، لذا فان الاندية الباحثة عن الالقاب تحرص على جماعية الآداء وتنفيذ الأدوار الهجومية والدفاعية على حد سواء.

هذه هي متعة كرة القدم والتي يذهب البعض إلى أن نتائج بعض مبارياتها ليست بريئة لتدخل مكاتب المُراهنات فيها، وهذه المكاتب شريك أساسي للعبة والأندية وتساهم في اشعال المنافسات كما تساهم في جني الملايين، ويتخوف هؤلاء من أن تتحول كرة القدم إلى لعبة ترفيهية معروفة النتائج لصُناعها ولمكاتب المُراهنات وبالتالي تفقد رونقها، لكن كل هذا لا يمنع الباحثون عن المجد من تقديم مباريات قتالية يُسقطون الكبار من عليائهم ليرتقي الشباب على جثث من هرموا ومن تكبروا على كرة القدم.



عدد المشاهدات : (2684)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :