مبادرة شباب معان والبادية والتي جاءت على خلفية الاحداث التي أعقبت جريمة القتل في معان , وتنامي ظاهرة العنف المجتمعي التي طفت على السطح على مستوى الوطن . بدأت العديد من الفعاليات الشعبية والشبابية في مدينة معان العمل على عقد الندوات وورش العمل الحوارية لدراسة ظاهرة تنامي العنف المجتمعي على مستوى المحافظة في محاولات للتوصل لايجاد الحلول الجذرية للحد من تنامي الظاهرة والتي تعتبر غريبة على المجتمع الاردني بشكل عام .       

فقد تداعى العديد من أبناء معان والبادية الى عقد ندوة حوارية تمت في قاعة بلدية معان الكبري رعاها رئيس البلدية السيد خالد الشمري آل خطاب الذي قال .

أن من المفروض أن تتم مناقشة أية قضية بالحوار العقلاني والمنطقي والعمل على حلها بالطرق القانونية والعشائرية التي تقوم على حصر المشكلة ومعاجتها بشكل يرضي جميع الاطراف المختلفة . أما بالنسبة لما حصل في معان فقد جاء العنف من أطراف لا علاقة لها بالمشكلة بتاتا وهذه الاطراف هي عبارة عن فئة خارجة عن القانون ومهمة رجال الامن التعامل معهم للقبض عليهم وإيداعهم القضاء , والفئة الاخري بعض اعاطلين عن العمل والذين يشعرون بالقهر المجتمعي وعلى الجميع متابعة هؤلاء ودراسة حالاتهم وتوفير فرص العمل لهم ليصبحوا مواطنين منتمين وفاعلين في مجتمعهم .

وقال المهندس زيد أبو درويش أحد منسقي الندوة يجب العمل ضمن إطار كيفية التعاطي معتداعيات أية مشكلة قد تحدث وفي أي وقت من خلال تكريس وتعزيز ثقافة الحوار وخاصة بين المختلفين , وحين ينقطع الحوار تتولد المستنقعات الخصبة للعنف وعلى جميع المستويات . وأضاف م . زيد لذا يجب ممارسة الحوار الواعي والمسؤول , الحوار الشامل وعلى مستوى الوطن , لا نريد حوار وقت الازمات , لان ذلك يولد الاحتقان السياسي على الساحة ككل وما نراه من عنف الان سببه عدم الحوار مما يدفع بالاطراف الاخري للتصعيد ضمن الاطار السياسي المنظم .

وقال المحامي ماهر كريشان يجب تحميل مسؤولية أي حدث فردي للأفراد المتسببن بحدود مسئولية كل فرد , لا ان يتم تحميل المجتمع بأسره تبعات قضايا فردية .

وعن القطاع النسائي تحدثت الناشطة الاجتماعية السيدة صلفا أبو تايه عن غياب دور الاسرة في الوقت الخالي بعكس ما تربينا عليه حيث كان للأسرة دور كبير في تنشئة الاجيال والعلاقة الوطيدة بينها وبين المدرسة والشارع . مما كان للأسرة في السابق الاثر الكبير بوجود الشخصيات العديدة والرجال الذين قدموا للوطن التضحيات .

كما شارك في هذه الندوة العديد من الاكاديميين وأبناء المجتمع المحلي والذين أكدوا على ضرورة أن تقوم الحكومة المحلية في كل محافظة بدورها الفاعل من خلال أتخاذ الدور الوقائي والعمل على حل المشكلات من خلال الدراسة المعمقة وليس على نظام الفزعات .

وفي نهاية الندوة تم أصدار بيان تضمن إدانة كافة الاعمال المسيئة والتي يقوم بها أفراد خارجين عن القانون والمطالبة بملاحقتهم وتوقيع العقاب الرادع بحقهم , وكذلك النظر للمشكلة بحدودها الواقعية والطبيعية .

كما دعا المجتمعون في البيان الى تجاوز الاثار السلبية للمشكلات .