كشف فريق طبي من كلية الطب في جامعة مؤتة مؤخرا عن انتشار واسع للإصابة بمرض وراثي نادر يعرف بمرض "التبول الأسود" يصيب الإنسان في سن مبكرة، ويؤدّي في النهاية إلى الوفاة أو الإعاقة التامة في قرى وبلدات بلواء المزار الجنوبي في محافظة الكرك.

وأشار رئيس الفريق الطبي أستاذ علم الأدوية السريرية في كلية طب مؤتة الدكتور محمد السبوع خلال مؤتمر صحافي أمس، إلى أنّ الكشف عن الإصابات بالمرض جاء بعد التعرف عليه من إحدى الإصابات وإجراء البحث العلمي لاحقا.

ولفت إلى أنّ البحث توصّل إلى وجود 40 إصابة في ثلاث بلدات فقط، في حين إن المصابين بالمرض والمسجلين رسميا عالميا يصل عددهم الى 550 إصابة فقط.

وتوقع ازدياد حالات الإصابة بالمرض مع البحث الطبي الشامل الذي من المفترض أن تقوم به وزارة الصحة بهذا الخصوص، مبيّنا أنّ كلية الطب أبلغت رسميا وزارة الصحة باكتشاف حالات المرض في بلدات بلواء المزار الجنوبي.

ولفت إلى أنّ الإصابة بالمرض المنتشر في بلدات وقرى لواء المزار الجنوبي يسببه بشكل رئيسي زواج الأقارب، مشيرا إلى أنّ نسبة الإصابة العالمية هي إصابة شخص لكل 250 ألف شخص، في حين إنّ الإصابة حتى الآن في الأردن، وفي محافظة الكرك فقط 10 بالمائة من الإصابات العالمية، ما يشير إلى خطورة المرض ودرجة تأثيرة الاجتماعي والاقتصادي.

وبيّن أنّ المرض ينتج عن طفرة جينية تؤدّي إلى خلل انزيمي يراكم مادّة في أنسجة الجسم بمناطق الغضاريف وفقرات الظهر والمفاصل وصمامات القلب، مشيرا إلى أنّ أعراض المرض تبدأ منذ الولادة على شكل "بول أسود"، وتظهر لاحقا آلام بالظهر والمفاصل والعمود الفقري والركب وتلون الجلد باللون الأزرق في مقدمة الأنف والأذن واليدين والوجنتين وظهور بقع بنية على بياض العينين.

ولفت إلى أنه في نهاية مرحلة المرض يصاب المريض بصعوبة المشي والتوقف نهائيا، وفي مرحلة متقدمة يؤدّي إلى الوفاة أو الإعاقة التامة، مبيّنا أنه حتى الآن لا يوجد علاج للمرض في الأردن، حيث تعتبر هذه الدراسة الأولى محليا.

وشدّد السبوع على أهمية تقديم الدعم المالي لإجراء مزيد من البحث العلمي للتعرف على أي إصابات جديدة ومعالجة الموجود منها إضافة إلى التوعية الصحية بمسببات المرض.

من جهته، دعا مدير صحة الكرك الدكتور سلطان الطراونة الى التأكد من الدراسة العلمية وطرق التعرف على المصابين وكيفية إجراء الفحوص عليهم، مشيرا إلى أنّ المديرية لم تبلغ رسميا بهذه الإصابات على الرغم من معرفتها بالدراسة.

وأكد عدم وجود إحصائيات رسمية من قبل المديرية بأعداد المصابين بالمرض في محافظة الكرك، الذي وصفه بغير المعدي ولا توجد له صفة الاستعجال، مشيرا الى استعداد المديرية للتعاون مع الفريق لمعرفة التفاصيل أكثر.

في حين أكد عميد كلية الطب في جامعة مؤتة الدكتور عادل أبو الهيجاء أن البحث الطبي الذي أجراه الفريق مستوف لكافة الشروط العلمية، وأنّ الكلية تتابع البحث منذ عامين وقد جاءت نتائجة بعد دراسات وأبحاث علمية رسمية، لافتا الى مخاطبة وزارة الصحة للعلم بنتائج البحث الذي قام به الفريق من الكلية.

(الغد)