د. محمد أبو بكر
رغم كلّ المواقف الصريحة والواضحة للأردن والتي لا تحتمل أيّ تأويل ، فيما يتعلّق بالموضوع الفلسطيني والقدس والوصاية ، وكافّة حقوق الشعب الفلسطيني الغير قابلة للتصرّف ، يسعى بعض مراهقي العمل السياسي ، لا بل صبيان السياسة في الأردن وبعيدا عن الأضواء ، بعد أن اختاروا الظلام لممارسة هواياتهم التي يندى لها جبين كلّ الأحرار والشرفاء في هذا الوطن ، يسعون إلى الترويج لما يسمّى بصفقة القرن ، من خلال بعض المجالس والدواوين التي تسمّى ، في عرفهم ، سياسية .
عمليات خسيسة يقوم بها هؤلاء ، يعملون من خلالها على تبيان إيجابيات الصفقة أو الصفعة ، وخاصة فيما يتعلّق بالإغراءات المالية التي يمكن أن يحصل عليها الأردن إن وافق عليها ، وهي إغراءات قد تعمل على إخراج الأردن من ضائقته الإقتصادية بصورة نهائية ، ثمّ يعيش الشعب في بحبوحة بعد أن يكون قد تنازل عن جزء من كرامته وعزّة نفسه ، وهو أمر بعيد المنال ، لأنّ الأردنيين ما كانوا يوما إلّا مع أمّتهم وقضاياها ، منذ قرن من الزمان .
لا يتوقّف الأمر عند هذا الحدّ ؛ بل يروّج هؤلاء لما هو أبعد من ذلك ، حيث يشيرون بأنّ موافقة الأردن والفلسطينيين على الصفقة قد تؤدّي إلى تكامل اقتصادي ثلاثي بين الأردن والضفة الغربية وإسرائيل ، وهذا يعني من وجهة نظرهم ، ضخّ العشرات من المليارات في منطقتنا لإقامة مشاريع استثمارية ضخمة تستقطب الآلاف من الأيدي العاملة ، وبما يؤدّي إلى القضاء على البطالة والفقر .
هؤلاء المنبطحون منذ زمن ، والذين باعوا كرامتهم في سوق الرخص ، يعملون كل ما في جهدهم على تسويق الصفقة ، لا بأس إن ضاعت فلسطين والقدس ، واكتملت السيادة الإسرائيلية على كامل الضفّة وقبلها الجولان ، المهمّ عند هؤلاء ، هو أن يعيش المواطنون ويودّعون الفقر ، حتّى لو أدّى ذلك إلى مدّ الأيادي نحو الصهاينة أو معانقتهم ، وعفى الله عمّا مضى ، فليس مهمّا آلاف الشهداء الأردنيين والفلسطينيين الذين ضحّوا بأرواحهم في سبيل القدس والأقصى وكلّ شبر في فلسطين .
إحذروا هؤلاء الجرذان الذين يخرجون من جحورهم ليلا لممارسة طقوسهم الخبيثة ، هم موجودون بيننا ، ومن بينهم بعض السياسيين الذي يبحثون عن مكتسبات قادمة ، إنّهم ليكود الأردن ، تلك الشرذمة الضالة التي ستدوسها الأقدام إن بقيت تعيث فسادا في الليالي الحالكة ، إنّهم الأخطر على الوطن من ليكود إسرائيل ويمينها المتطرّف ، فليغلقوا أفواههم .. وليعودوا إلى جحورهم .
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |