عضّ أصابع بين الأحزاب والحكومة حول الدعم المالي


رم -

رم _ خاص
ثلاثة وعشرون حزبا سياسيا التقت مؤخرا في اجتماع طاريء للتداول في موضوع نظام الدعم المالي الجديد المنوي الإعلان عنه نهاية هذا الشهر من قبل وزارة الشؤون السياسية ، ليكون بديلا عن النظام المعمول به حاليا والذي يمنح الحزب مبلغ خمسين ألف دينارا سنويا .


ملامح النظام الجديد ستكون مختلفة تماما عن السابق ؛ بحيث يتمّ منح الحزب خمسة عشر ألف دينار لتغطية نفقاته وإيجاراته ، مع وجود معايير محددة لزيادة هذا الدعم ؛ مثل نسبة وجود ومشاركة المرأة والشباب في الحزب ، وتمثيله في مجلس النواب أو مجالس المحافظات ، وكذلك عدد الفروع الحقيقية له ، وغيرها من المعايير الأخرى .


الأحزاب المذكورة رفضت الصيغة الجديدة على اعتبار انها ستؤثر سلبا على أدائها ، وهي التي قامت بترتيب أمورها سابقا على مبلغ الخمسين ألفا ، وبالتالي فإنّ من شأن النظام المنوي طرحه العمل على تغيير شامل في أدائها ، وربما يؤدّي إلى انسحابات واستقالات ، أو حتى إغلاق لمقرّات الأحزاب ، ولا يستبعد أحد الأمناء العامين حلّ حزبه نهائيا .


مصادر الوزارة تقول إنّ النظام الجديد يهدف إلى تنمية وتعزيز الحياة الحزبية وبما يعمل على تنشيطها وتقويتها من خلال الإسراع في صناعة قواعدها الشعبية ، والعمل بصورة منظّمة والمشاركة في الإنتخابات على أمل الوصل للمجلس النيابي ، مضيفة أنه ليس من العدل أن تمنح كافة الأحزاب مبلغا موحّدا ، فبعضها يمتلك نوابا في البرلمان ونشاطه ملحوظ في الساحة السياسية ، بينما أغلب الأحزاب لا وجود لها .


مسؤول في أحد الأحزاب أشار إلى أن الوزارة تهدف إلى قتل الحياة الحزبية – حسب وصفه – لا العمل على تعزيزها ، وهي تخالف توجيهات جلالة الملك في ذلك ، مؤكّدا على ضرورة بقاء الدعم كما هو ، وتطبيق النظام القادم على الأحزاب الجديدة .
الوزارة تشير أيضا إلى أنها ستعمل على تشجيع الإندماج بين الأحزاب ؛ بحيث أنها ستقدّم دعما بمبلغ عشرة آلاف دينار لكلّ أربعة أحزاب تندمج في حزب واحد .


وفي كلّ الاحوال ؛ النظام القادم للدعم المالي سيشهد صراعا مريرا بين الطرفين وبما يشبه ( عضّ الأصابع ) بين الحكومة والأحزاب خلال الفترة القادمة التي لن تطول حتما .
ومن الجدير ذكره ان هناك بعض القوى ترفض من حيث المبدأ تقديم أي دعم للأحزاب لأنها تعتقد بأنها لم تقدّم أي إضافة للحياة السياسية في البلاد ، وأن عدد أعضائها مجتمعة لا يتجاوز الخمسين ألف عضو في أحسن الأحوال ، ويستنكرون منحها ذلك الدعم وهي بالكاد تستطيع إيصال نائب أو إثنين باستثناء عدد محدود من الأحزاب لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة – كما يقولون -.
ويذكر ان عدد الأحزاب المرخّصة في الأردن وصل إلى ما يقارب الخمسين حزبا سياسيا ، مع وجود اكثر من عشرين تحت التأسيس في وزارة الشؤون السياسية .




عدد المشاهدات : (15554)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :