إدراج “التربية الإعلامية” بالمدارس والجامعات يلقى صدى إيجابيا بين الخبراء


رم - في الوقت الذي أعلنت فيه وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالي التوجه لادراج مفاهيم التربية الإعلامية للطلبة في المدارس، وكمتطلب اجباري في الجامعات، اعتبر تربويون وإعلاميون هذه الخطوة “ايجابية وبالاتجاه الصحيح”.
وبينوا في أحاديثهم لــ”الغد” أمس؛ ان ادخال التربية الإعلامية بالمناهج الدراسية للمدارس والجامعة، يكرس المفاهيم المتصلة برسالة الإعلام ودوره وتأثيره، في ظل التطور الكبير لتكنولوجيا الاتصال، والجوانب السلبية التي رافقت هذا التطور بخاصة مع ظهور مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي، والمتاحة للجميع، وما وفرته هذه المواقع والصفحات من مساحات للتعبير، تسبب بعضها في انتشار إشاعات واغتيال شخصيات وغيرها من الأفعال السلبية التي تتعدى على القيم والمعتقدات والأفراد.
ولفتوا إلى أن العالم أضحى مفتوحا في ظل هذا الفضاء الإعلامي غير المحدود، وصاحب التأثير الكبير على طرق التفكير للأفراد والمجتمعات، وقراراتهم واتجاهاتهم، ما یتطلب إعداد أجيال خلال القرن الحادي والعشرین، مستعدين للتعامل مع هذه الوسائط بوعي ونقد وقدرة على التمييز بين الصواب والخطأ.
وكان وزير التربیة والتعلیم والتعلیم العالي والبحث العلمي الدكتور ولید المعاني؛ كشف في تصريحات خاصة لـ”الغد” أول من أمس، عن توجه الوزارة لإدراج مفاهيم التربیة الإعلامیة، في حصص الأنشطة الموجهة للطلبة؛ مع بدء العام الدراسي المقبل، موضحا أنه جرت مخاطبة الجامعات لإدراج مساق التربیة الإعلامیة كمتطلب إجباري، لكن دون تحدید موعد لبدء ذلك.
وبین المعاني ان التربیة الإعلامیة لن تكون مبحثا منفصلا یدرسه طلبة المدارس، بل ستكون ضمن حصص النشاط المتعلقة بمبحث التربیة الوطنیة والمدنیة، اعتبارا من بدایة العام الدراسي المقبل، ليجري “تجهيز المناهج بصورة صحیحة، لتتضمنها كتب التربیة الوطنیة والمدنیة والحاسوب، دون أن تطرأ أي زیادة في عدد الوحدات الدراسیة للكتاب المدرسي.
عميد كلية الإعلام في جامعة البترا الدكتور تيسير أبو عرجة؛ اعتبر هذا التوجه خطوة مهمة، تكرس المفاهيم المتصلة برسالة الإعلام ودوره وتأثيره، خصوصا مع التطور الهائل في مجال تكنولوجيا الاتصال والتأثيرات السلبية التي رافقت هذا التطور في مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي، وما انتجته من استخدامات سلبية، قادت لانتشار الإشاعات واغتيال الشخصية وغيرها في الآونة الأخيرة.
وقال أبو عرجة إن “مساق التربية الإعلامية، سيوفر حماية لطلبة المدارس والجامعات، مما يقدم في وسائل الإعلام المختلفة من موضوعات مضادة لقيمنا وتقاليدنا، بالإضافة إلى اننا معنيون بقيم وببناء سليمين لاجيالنا، بخاصة في ظل ما نعيشه من تحديات”.
وأضاف: “نحن نريد جيلا يعرف الفرق بين الكلمة السليمة والخاطئة، والخبر والإشاعة، يعرف كيف يحمي نفسه وبلده، خصوصا وان الإعلام أصبح يقدم موضوعات تخدم اغراضا لا تتفق مع ما نريده لمجتمعنا وبلادنا”.
وأوضح ان الفئة العمرية الصغيرة سريعة التأثر، لذلك فإن تحذيرها وتقديم المعلومة السليمة لها؛ ووضعها على طريق القيم البناءة والايجابية في غاية الأهمية، “وهذه خطوة اتمنى أن تتقدم على نحو ايجابي”.
ولفت أبو عرجة إلى أن إدراج هذا المنهج كنشاط، يعني ان يصبح ضمن الممارسة اليومية والتطبيقات العملية، ويتكرس بقوة في حال وجود وسيلة عملية مباشرة لتطبيقه كصفحة إلكترونية واذاعة مدرسية، ليكون مجديا؛ فالممارسة الإعلامية وليس الكلام النظري؛ هي الهدف هنا.
واتفق معه بالرأي الخبير التربوي د. ذوقان عبيدات؛ الذي رأى ان التربية الإعلامية من أكثر الموضوعات الحاحا، كونها تعلم الشك والتفكير والتأمل والتروي، وعدم الانسياق وراء المعلومات الزائفة.
وأشار الى انها تعني قراءة أي نص أو خبر عدة مرات، لتزول هيبة النص وتمكن من قراءته دون تأثير من صاحبه ومصدره، حتى لو كان مهما، كما انها تفحص المسلمات والحقائق الأولية وتحقق التحرر منها، لنتمكن من التفكير بشيء جديد او بطريقة جديدة.
وقال عبيدات “يفترض ان تتخلل التربية الإعلامية المواد الدراسية والصفوف، والا تقتصر على صفوف السابع حتى العاشر، ما يتطلب تحليل مفاهيمها كالارسال وتقديم الرسالة ومصادر الرسالة ولغة الجسد، واكساب المعلمين مهارات قراءة ما وراء الخبر او النص”.
ودعا لتوزيع المفاهيم الإعلامية لتستمر مع الطالب في كل مادة، أكانت علوما أو رياضيات أو تربية إسلامية، بالإضافة لتدريب واضعي المناهج على ادماجها عبر الاسئلة والانشطة والتدريبات، والمسائل الحسابية وغيرها.
وأضاف عبيدات ان فريقا في المركز الوطني للمناهج، اعد قائمة بهذه المفاهيم، كما واعدت الوزارة دليل نشاطات مدرسية، يتضمن نشاطات إعلامية ونقدية وابداعية ومهارات حياتية متنوعة.
وطالب عبيدات بتشكيل فريق وطني من معهد الإعلام؛ وتربويين وفنيين من وزارة التربية، لوضع أسس للتربية الإعلامية، خصوصا وان التكنولوجيا ووسائل الاتصال، زادت من الحاجة لها.
بدوره؛ اشاد الزميل الصحفي اسامة الرواجفة؛ بالتوجه المتمثل بادراج التربية الإعلامية لطلبة المدارس والجامعات، بخاصة طلبة المدارس التي تتسم بتشكيل شخصيتها وهويتها مبكرا.
وبين الرواجفة؛ ان ابناءنا يقضون بين 3 الى 6 ساعات في التعامل مع هواتفهم الذكية يوميا، “وهذا يحتاج لوجود ثقافة حول التربية الاعلامية؛ لذلك فإن هذا التوجه في غاية الأهمية”.
وأشار إلى أن ادراج هذه المادة، كوحدة دراسية، ستلقي بالضوء على كثير من المسائل التقنية والتعامل معها، ومعرفة الحقوق والواجبات، وتثقيف الطلبة بالجوانب القانونية في التعامل مع وسائل التواصلي.
وأكد الرواجفة ان ادراج هذا المساقات؛ سيحد من تداول الإشاعات مستقبلا، “فالخلل الموجود اليوم لا تتحمله الحكومة وحدها، اذ تتحمل الجزئية المتعلقة بحق الحصول على المعلومات وتقديم المعلومة للمواطنين في وقت سريع، لكن الطرف الآخر يتحمله المواطن، نتيجة لسوء استخدامه لمنصات التواصل “.
من جانبه؛ قال الخبير التربوي محمود المساد، إن المفاهيم التربوية الإعلامية من اهم المفاهيم العابرة للمواد الدراسية في الصفوف المختلفة؛ مثلها مثل مفاهيم حقوق الإنسان، والمفاهيم الحياتية والسكانية، لكنها تفقد اهميتها المطلوبة إن تحدثنا عنها وحولها في الكتب المدرسية.
وأشار إلى أن أهمية التربية الإعلامية؛ تبرز عندما تدمج في محتوى الكتب المدرسية في المباحث الدراسية جميعها، وفي الصفوف المختلفة باشكال الادماج المختلفة، كالنشاطات والاسئلة، بالاضافة لتحميلها المحتوى المناسب، كمهارات وقيم ذات معنى في حياة الطلبة عبر التسريب والتشرب، لتسرخ في عقولهم وتترجم في سلوكهم الطبيعي.




عدد المشاهدات : (2632)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :