البرد القارس يدخل وسائل التدفئة الى بيوت الغور الشمالي


رم - أجبر البرد القارس، الذي يشهده لواء الغور الشمالي، أهالي اللواء على إدخال المدافئ الى منازلهم لمواجهته، مما زاد ذلك من معاناتهم، لعدم قدرة الكثير منهم على توفير المحروقات.
وفي اغلب منازل اللواء أشعلت وسائل التدفئة المتنوعة كمدافئ الغاز والكاز، والكهرباء، فيما يلجأ فقراء في بعض مناطق اللواء الى اشعال النيران في خارج المنزل بالحطب او البلاستيك او الملابس، جراء ارتفاع أسعار المحروقات والكهرباء، إذ يلجأ الأطفال والنساء منذ الصباح الباكر الى جمع الحطب من المزارع المنتشرة في المنطقة، وخصوصا بعد ان انتهى بعض المزارعين من تقليم أشجارهم.
كما يلجأ البعض منهم الى الذهاب الى الحاويات المنتشرة بحثا عن مواد أخرى تساعدهم على الاشتعال كالملابس والقطع البلاستكية.
ويؤكد المواطن محمد البشتاوي من سكان اللواء ان دخول وسائل التدفئة إلى منزله بأنه أمر غير مرغوب فيه، جراء عدم القدرة المالية لدى العشرات من السكان، ولكن لا بديل عن ذلك، وخصوصا أن برد الشتاء قارس، وأن صحته لم تعد كما كانت، إذ يعاني من العديد من الأمراض المختلفة، التى أجبرته على تقبل وسائل التدفئة المتنوعة، رغم ارتفاع أسعار المحروقات والتى وصفها بـ”الجنون”.
وأكد انه كان في الماضي لا يعتمد على أي وسيلة تدفئة، لأن المناخ في المنطقة يتميز انه دافئ، ولا يستدعي استخدام تلك الوسائل المتنوعة والمختلفة، إذ كان أهالي المنطقة يعتمدون على وقاية أنفسهم من خلال لبس الملابس المناسبة وتناول الحلويات، لتعطيهم الطاقة وخصوصا الذين يعملون في العمل الزراعي.
وتؤكد الخميسنية أم خالد من سكان اللواء انها تضطر الى العمل حاليا في فترتين صباحية ومسائية في المزارع المنتشرة للحصول على أجرة تمكنها من اشعال وسائل التدفئة، جراء ارتفاع اسعار المحروقات والكهرباء.
ورغم حرص اهالي اللواء على عدم استخدام تلك الوسائل، اتقاء لأمراض الحساسية، والحرائق والحوادث التى تتسبب بها تلك الوسائل الا انهم وجدوا نفسهم مضطرين الى استخدامها.
ويؤكد المواطن علي التلاوي من اللواء، إنه اضطر الى اطفاء المدفأة في المنزل لعدم قدرتة المالية على شراء المحروقات او دفع فواتير الكهرباء، التى اصبحت تشكل عبئا كبيرا عليهم، مشيرا الى انه اضطر الى توقيع العديد من الشيكات مقابل الحصول على مبلغ مالي يمكنه من شراء الكاز، مما أصبح مهددا بالحبس جراء تراكم الديون عليه.
وأكد انه لجأ الى استخدام الحطب، والعمل على اشعاله لتدفئة اطفاله رغم معرفته بخطورة ذلك على صحتهم، ولكنه يضيف ” ليس باليد حيلة”.
ويشير إلى أن عدم توفر الكاز في محطات الوقود في بعض الأحيان ضاعف من تفاقم المشكلة، ما يضطره إلى الذهاب للمناطق المجاورة في اللواء لشراء “جالون” من الكاز، ما يضيف عليه عبئا ماليا، مشيرا إلى أنّ عملية التنقل من وإلى المناطق المجاورة تكلفهم عناء جسديا وماديا.
ويطالب سكان في لواء الغور الشمالي بتكثيف الزيارة الميدانية لمحطات المحروقات للتأكد من توفر مادة الكاز، مشيرا إلى أن غيابها في ظل المعطيات الاقتصادية الحالية، وعناء البحث عنها يكلف أهالي المنطقة مبالغ مالية هم بحاجة لصرفها بشكل آخر.
يذكر ان لواء الغور الشمالي يعد من المناطق الفقيرة ويعتمد اهالي اللواء على العمل في القطاع الزراعي، مقابل الحصول على اجرة زهيدة، فيما يعمل البعض الآخر في الوظائف الرسمية، الأ ان ارتفاع الأسعار والضريبة زاد من معاناة اهالي المنطقة، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 130 الف نسمة.




عدد المشاهدات : (2745)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :