التحذير !


رم -

الدكتور يعقوب ناصر الدين
الدكتور طلال أبو غزالة ، الملقب بقائد المحاسبة العربية ، ورئيس المجموعة الدولية المسماة باسمه ، في مجالات الخدمات المهنية والمحاسبية والقانونية والتعليمية والإدارية والتكنولوجية ، والملكية الفكرية يواصل قرع ناقوس الخطر من أزمة اقتصادية عالمية قادمة في العام 2020 ، وفي مقالاته وجلساته ومحاضراته يقدم كل الدلائل التي تشير إلى حتمية وقوع هذه الأزمة ، أو ذلك الزلزال الذي سيكون مركزه أمريكا !
أترك للمهتمين متابعة تحليلاته العميقة المنشورة بهذا الشأن ، ولكنني أتوقف عند قلقه المشروع على الأردن ، ودعوة الحكومة ومنظومة الاقتصاد الوطني إلى الاستعداد لمواجهة آثار تلك الأزمة القادمة علينا ، من أجل التخفيف من وطأتها ، ولأن الاحتكاكات التجارية بين بلدان أمريكا الشمالية وكل من الصين وأوروبا ستؤدي إلى حرب تجارية واسعة النطاق ، فهو يذكرنا بأن هنالك رابحون ، وهنالك خاسرون في أوقات الحروب ، وبإمكاننا أن نكون رابحين إذا قررنا اتخاذ الاجراءات اللازمة والخيارات الصحيحة .
نعم هو على حق في كل ما ذهب إليه من أسباب تدعو إلى القلق ، ولكن هنالك من يقول إن العالم بحاجة لهزة من هذا النوع ، فقد استنفذ نمط الاقتصاد العالمي الراهن جميع أساليبه الملتوية ، بأسواقه المالية الوهمية ، وانهارت معها المنظومة الأخلاقية ، حين أصبحت الحروب المفتعلة وسيلة للعبث بنظرية الأمن والتعاون الدولي ، وكما يقال رب ضارة نافعة !
كان الثمن الذي دفعه الأرن باهظا نتيجة أزمات المنطقة ، وكلها أدت إلى انهيارات اقتصادية مؤلمة من حوله ، وإلى آثار اجتماعية كارثية ، نلمسها في اللجوء والتشرد والفقر والبطالة وغيرها من الظواهر الاجتماعية المزرية ، والمآسي التي عاشتها وتعيشها الشعوب العربية على وجه الخصوص هي الأسوأ في هذه المنطقة من العالم ، وأخشى أن تلك الأزمة إذا وقعت ستوقد نار حروب عسكرية جديدة إلى جانب الحرب التجارية .
من المنطقي أن يدعو الدكتور أبو غزالة إلى وضع رؤية تشارك في صياغتها الهيئات والمؤسسات العامة والخاصة ، ومنظمات المجتمع المدني ، وفي رأيي أن وسيلتنا الفاعلة لتحقيق ذلك كله تكمن في حوكمة تلك الأطراف جميعها ، كي تكون قادرة عن طريق التشاركية والشفافية والمساءلة على ترسيخ قواعد بنيانها ، لأنه من دون ذلك لن تكون قادرة على التفكير والتخطيط الإستراتيجي ، والوصول إلى الرؤية التي نحن بأشد الحاجة إليها .




عدد المشاهدات : (2876)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :