دور الأم في بناء الفرد والمجتمع


رم - *عماد المرينة بني يونس

مما لا شك فيه أن بناء المجتمعات كافة يأتي من بناء الفرد ولا يوجد خير من أن يُبنى الفرد على يد أُمِهِ ، تلك التي حملتهُ ووضعتهُ ، ولم ينتهي دورها هنا ، بل من هنا تبدأ الحكاية.

كثير من النساء لا يفرقن ما بين التربية والرعاية بالرغم من أن الفرق بينهما شاسع وهذا أمر يجب أن يتنبه اليه صاحب الشأن.
#فالرعاية : هي تقديم ما يلزم للأبناء من طعام وشراب ولباس ونظافة تظهرهُ أمام المجتمع في أبهى صوره التي ينبغي أن يكن عليها أصلاً .
#والتربية : هي زرع القيم والأخلاق الحميدة المستمدة من ديننا الحنيف ، ونزع ما لُصق بشخصيته من صفات سلبية كان قد اكتسبها الطفل من هنا وهناك ، مع بيان السبب وإجراء اللازم من فلترة إن جاز التعبير.

رحم الله الشاعر المصري حافظ ابراهيم حينما قال في قصيدته (الأم)

الأم مـدرســـة إذا أعــددتـهــا أعـددت شـعباً طـيب الأعـراق

الأم روض إن تــعـهـده الـحـيـا بــالــري أورق أيــمــاً إيـــراق

الأم أسـتــاذ الأسـاتـذة الأُلــى شـغـلت مـآثرهم مــدى الآفـاق

حقيقةً ولست مجاملاً أن هذه الأبيات هي من أروع ما قرأت من الشعر العربي ، حيث أبدع الشاعر في وصف الأم تحديداً من جنس النساء.
ووصفها ببانية الشعوب ولكن شَرطَ ذلك بأن تكن أنتَ من الذين يسعَونَ إلى ذلك ، وأعددتَ لذلك مسبقاً ، وهذا يتجلى في اختيارك لرفيقة دربك فإذا كانت صالحة فبصلاحها يصلح الفرد والمجتمع ، وعكس ذلك فالنتائج حتماً ستكون وخيمة لك ولمجتمعك.

ومن هنا تجدر الإشارة إلى أبناء جلدتي أن يتنبهوا جيدا في تربيتهم لأبنائهم وصقل مواهبهم وشخصياتهم منذ الإنطلاقة الأولى من حياتهم فالغنى الحقيقي يكمن في إنتاج فرد صالح لنفسه ولمجتمعه ، فبهم تُبنى الأُمم والأوطان ، وتحقق الآمال ، ولو بعد حين.

والله من وراء القصد



عدد المشاهدات : (2074)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :