بقلم : شحاده أبو بقر العبادي
مبادرة دولة الإمارات لإعادة تفعيل علاقاتها الدبلوماسية كاملة مع سورية , تفتح بابا مهما وضروريا وذكيا لإعادة سورية إلى حضنها العربي تدريجيا بدل أن تبقى ساحة للأطماع والتطلعات الأجنبية , فقد تركت سورية للغرباء حتى قبل تفجر أحداثها المأساوية عام 2011 وكان ذلك وبالا عليها وعلى الشرق العربي كله .
قلنا في سورية الرسمية إبان الأحداث المفجعة التي قتلت وشردت مئات الآلاف وزينت للغرباء التهافت على هذا البلد العربي ما لم يقله مالك في الخمر ولنا عذرنا بالضرورة . سورية اليوم تتعافى بعون الله , وها هم أشقاؤنا في الخليج العربي ينفذون إستدارة نحو سورية لا بعيدا عنها في توجه عروبي ضروري كان يجب أن يتخذ منذ سنوات , وبالرغم من أنه قد تأخر , فأن يكون أفضل وأكثر حكمة وحصافة من أن لايكون .
هذا المستجد في العلاقات العربية مع سورية , يحثنا نحن في الأردن بالذات لأن نكون البوابة الأوسع بحكم الجغرافيا والديمغرافيا ومصالحنا معا أردنيين وسوريين وعربا , للدخول العروبي المتصالح والإيجابي نحو سورية . هذا يتطلب أن نسبق الجميع في عودة علاقاتنا الدبلوماسية كاملة وإعادة سفيرنا بكامل طاقمه إلى دمشق وحث سورية على تسمية سفير جديد في عمان .
غادر الاميركيون سورية وسيغادرها الروس لاحقا وكذلك إيران , وعلى العرب ونحن في الطليعة سد الفراغ إن وجد , فسورية يجب أن لا تبقى نهبا للغرباء ولسبب بديهي بسيط أنها قطر عربي وشعبها شعب عربي شقيق .
يحسن العرب صنعا في المشرق والمغرب معا إن هم دبت في أوصالهم الصحوة , وأخذوا زمام المبادرة بحثا عن حلول لأزمة سورية وأزمات لبنان وليبيا واليمن وقطر والصومال والعراق والسودان , فالحل العربي الذي نادى به الملك الحسين رحمه الله عند إحتلال الكويت , هو الحل الأكرم والأسلم والأفضل لسائر أزمات العرب , لا أن تترك بلاد العرب للغرباء بغياب عربي كامل .
نقترح مبادرة أردنية لإعادة كرسي سورية في الجامعة العربية , وتشكيل هيئة رئاسية عربية تضع حلولا جذرية لأزمتها وكل الأزمات العربية . تشكر دولة الإمارات العربية على مبادرتها التي ستتبعها البحرين وبالتأكيد غيرها , ونسأل الله أن يجمع شمل العرب وأن يهديهم سواء السبيل , وهذا يحتاج إلى من يقرع الجرس بعد أن بادر الأردن والإمارات والبحرين . أعتقد أن الأردن ولأسباب ومبررات كثيرة هو الأقدر على قرع الجرس . وآمل أن نبادر من فورنا رحمة بشعوبنا العربية كلها .
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |