رم - الدكتور زيد احمد المحيسن
يلعب الاعلام بمسمياته المتعددة واشكاله المتنوعة دورا هاما وحيويا في عمليات البناء المجتمعي وفي تصليب الجدار الداخلي للامة ويعد عامل اساسي من ادوات التغيير والملهم الوحيد في توجيه ثورة العقول – رايا وسلوكيا واتجاها – وذلك من خلال الرسائل الاعلامية الموجهة يوميا لقطاعات متلقي الخدمة سواء ماكان منها على سبيل نشر الاخبار المحلية والاقليمية والعالمية وفتح باب التواصل مع العالم الداخلي و الخارجي او من خلال البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمعدة باتقان عالي الجودة لتحقيق غاياتها المرسومة بكل يسر وسهولة توجيها للراي العام و تجاه قضايا التغيير الاجتماعي اوفي اعادة بناء الواقع المجتمعي او من خلال الهدف الى تكوين اتجاهات لدى اطراف مستهدفة جغرافيا او ديمغرافيا –لهذا فان الاعلام يمثل حالة وجزءا هاما في حياتنا اليومية تلعب دورا تثقيفيا وتعليميا وتعبويا في بناء المجتمع من خلال تعزيز قيم المجتمع وخلق مفاهيم قيمية جديدة تدعم بنيانه وتصلب مرتكزته - هذا من جانب يصب في الوجه المشرق والمنير من الاعلام ويكون عامل تدمير لمنظومة القيم والمعنويات وعامل افساد للذوق العام من الجانب المظلم والمعتم من الاعلام - لهذا فالاعلام يحمل في ذاتة- ومن خلال رسائله المختلفة- فيروسات المرض والوقاية من الامراض في ان واحد – فهو النقال للامراض للمجتمعات وفي نفس الوقت بيدة الدواء الشافي – لهذا فهو قوة لايستهان بها خاصة في هذا الوقت التى ساهمت التكنولوجيا العصرية في تطوير ادواته ووسائله ومنحته مساحات جغرافيه اكثر اتسعا وادوات فنيه اكثر دقة واقل كلف في الوصول الى شريحة المستهدفين بكل يسر وسهوله . لهذا فان الحكومات الفطنة والتي تعي تاثيره الايجابي والسلبي تعمل على توثيق الصلة مع رجال الاعلام بطرق مختلفة واكثرها شيوعا ما يسمى بالاحتواء والاسترضاء الناعم حتى يعمل الاعلام على توثيق الصلات بين الحاكم والمحكوم وتعزيز الصلات بينهم وخلق حالة من الانسجام والتناغم في معظم القضايا المجتمعية .لقد قلب الاعلام المعاصر نظرة الانسان الى العالم الخارجي الذي يحيط بهم وذلك من خلال اطلاع المواطن عن مجريات الاحداث فيه والتاثير فيه وفي وجدانه وجعل المواطن شريكا مباشرا في الحدث ومتاثرا سلوكيا ومتفاعلا وجدانيا في مجريات الاحداث من خلال محاولة نقل الحدث من العالمية الى المحليه – لهذا فان دور الاعلام اخذ في التعاظم في النشاط البشري وعلى جميع الصعد وخاصة فيما يتعلق ببناء المجتمعات وتطويرها وتنميتها – رأيا وفكرا ومشاعرا وسلوكا واتجاها .

عدد المشاهدات : (2001)